أعلنت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تطهير جزيرة حنيش الكبرى في عمليةٍ نوعيةٍ، في وقتٍ أفادت مصادر بمواصلة قوات الجيش الوطني والمقاومة تقدُّمها في محافظة الجوف مقابل تراجعٍ لافتٍ للميليشيات، فيما دعا الرئيس، عبدربه منصور هادي، إلى «اليقظة وشحذ الهمم لمواجهة الدسائس والتحديات». وأكدت قيادة التحالف، في بيانٍ لها أمس الخميس، تطهير جزيرة حنيش الكبرى الواقعة عند مدخل مضيق باب المندب بين البحر الأحمر وخليج عدن بعد عمليةٍ نوعيةٍ نفذتها المقاومة الشعبية بدعمٍ من قوات التحالف البحرية والجوية التي نفَّذت عمليات إنزال وإغارة. وأشار البيان إلى تزامن عملية استعادة الجزيرة مع عملياتٍ للمقاومة تجري حالياً في محافظتي حجة والجوف (شمال) بهدف تحريرهما من الميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وإعادة فرض سلطة الحكومة الشرعية فيهما «وصولاً إلى الهدف الرئيس وهو أمن واستقرار اليمن». و«حنيش الكبرى» جزءٌ من أرخبيل عند مدخل مضيق باب المندب الذي يمرُّ عبره جزءٌ من النقل البحري النفطي. وذكرت مصادر عسكرية أن حوالي 400 عسكري موالين لصالح المتحالف مع جماعة الحوثي كانوا يسيطرون على الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 65 كيلومتراً مربعاً. وظهر في لقطاتٍ بثتها قناة «الإخبارية» السعودية مسجدٌ متضررٌ في الجزيرة وجنودٌ يجمعون أسلحةً وذخائر تركها المتمردون. في غضون ذلك؛ أبلغت مصادر عن مواصلة قوات اللواء (101) مشاة التابع للجيش الوطني وأفراد المقاومة التقدُّم الميداني في الجوف مع تراجعٍ للمتمردين. وتحدث شهود في المحافظة عن تمكُّن الجيش الوطني والمقاومة من تطهير وتأمين كافة المواقع التي استعادتها خلال الأيام الماضية، مشيرين إلى مواصلة قوات الشرعية قصف مواقع الحوثيين في مناطق الجدفر والبرش الأسفل والندر مع إحراز تقدُّمٍ ميداني في بعض المناطق الأخرى القريبة. ووفقاً للمصادر نفسها؛ واصلت قوات الشرعية إحكام حصارها على محيط معسكر لبنات الاستراتيجي في الجوف من جهتي الجنوب والشرق و«استمرت في قطع طرق الإمداد على الميليشيات». وفي شمال صنعاء؛ أفيد بمقتل مسلحين حوثيين اثنين وإصابة 6 آخرين إثر محاولتهم التسلل إلى أطراف منطقة صرواح التابعة لمأرب من جهة منطقة بني ضبيان. وشرحت مصادر محلية أن رجال قبائل مناهضين للانقلاب تصدُّوا لمحاولة التسلل إلى بعض المواقع التي تُطلُّ على مراكز وجود المقاومين في أطراف صرواح من جهة موقع بدبدة في بني ضبيان. ودارت على الإثر اشتباكات عنيفة تواصلت بشكلٍ متقطع حتى مساء أمس. ويحاول المتمردون إيجاد موطئ قدم لهم في المنطقة الفاصلة بين مأربوصنعاء في محاولةٍ لصدِّ تقدم قوات الشرعية باتجاه العاصمة. سياسياً؛ وصف الرئيس، عبدربه منصور هادي، جهود السلام بهاجسه الدائم، متحدثاً عن السلام المبني على تطبيق القرار الأممي 2216 دون مماطلة أو تسويف «تأسيساً لمستقبل آمن دون ترحيل أزمات أو إعادة إنتاج حروب». وشدَّد الرئيس على أن شعبه لم يعد يحتمل مزيداً من المعاناة والحروب «التي تواصلها الجماعات الانقلابية بالوكالة تنفيذاً لرغبات دخيلة تمسُّ مجتمعنا واستقرارنا ومحيطنا الإقليمي». ودعا، خلال ترؤسه أمس في مدينة عدن (جنوب) اجتماعاً استثنائياً للمسؤولين الأمنيين والعسكريين والسياسيين، إلى «التحلي باليقظة وشحذ الهمم لمواجهة الدسائس والتحديات»، متهماً من سمَّاهم «المتربصين بالوطن» بمحاولة «حرمان المواطن من الأمن والاستقرار وجني لذة الانتصارات التي سطَّرتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدماءٍ وتضحيات». وخاطب الرئيس المشاركين في الاجتماع قائلاً «كنَّا ومازلنا – وسنظل كذلك على الدوام- دعاة سلامٍ رغم ما حاق بالوطن والمواطن من خرابٍ وقتلٍ وتدميرٍ من قِبَل الميليشيات الانقلابية التي أبت إلا أن تغزو القرى والمدن وتهجر أبناءها في حرب ظالمة عدوانية ممنهجة تنفيذاً لرغبات وأجندة دخيلة». ولاحظ أن «الشعب بمختلف مكوناته ومناطقه لم يكن يؤمن بتلك الأفكار الدخيلة التي ترفعها تلك الجماعات شعاراً في تأصيلٍ مقيتٍ للفئوية والمناطقية الضيقة»، متوقعاً التقهقر والزوال لهذه الأفكار «لأن إرادة الشعوب في النهاية هي المنتصرة»، مُثمِّناً جهود وتضحيات قوات دول التحالف العربي «التي شاركتنا المصير والهمَّ المشترك، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة». وحضر الاجتماع، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، مستشار الرئيس، اللواء صالح عبيد أحمد، ونائب رئيس مجلس النواب، محمد الشدادي ، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اللواء حسين عرب، ووزير الإعلام، الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي، ومحافظ عدن، العميد عيدروس الزبيدي، ونائب وزير الداخلية، اللواء علي لخشع، وقائد المنطقة الرابعة، اللواء ركن أحمد سيف، ومدير أمن عدن، العميد شلال علي شايع وقائد قوات التحالف العربي في عدن، العميد ناصر مشبب العتيبي.