أعلنت قيادة التحالف العربي أمس استعادة السيطرة على جزيرة حنيش الكبرى في البحر الأحمر من قوات الرئيس اليمني السابق علي صالح، في «عملية نوعية» نفّذتها «المقاومة الشعبية» بدعم من قوات التحالف، وشملت عمليات إنزال وإغارة للقوات البحرية والجوية. وحنيش الكبرى جزء من أرخبيل عند مدخل مضيق باب المندب بين البحر الأحمر وخليج عدن. وذكرت مصادر عسكرية أن حوالى 400 عسكري موالين لعلي صالح المتحالف مع الحوثيين، كانوا يسيطرون على الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 65 كيلومتراً مربعاً. وظهر في لقطات بثتها قناة «الإخبارية» السعودية مسجد متضرر وجنود يجمعون أسلحة وذخائر تخلى عنها المسلحون. وفي عدن، عقد الرئيس عبد ربه منصور هادي اجتماعاً للقيادات الأمنية، قالت المصادر الحكومية أنه ناقش الأوضاع على المستوى السياسي والميداني وما يتصل بجهود السلام. وطالب هادي الجميع ب «اليقظة لمواجهة الدسائس والتحديات من المتربصين بأمن الوطن». وسبق الاجتماع الأمني إقدام مسلحين محسوبين على «المقاومة الجنوبية» الداعية إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، على إقامة نقاط تفتيش وسط عدن واحتجاز حوالى 400 مواطن يتحدّرون من مناطق الشمال، ومنعهم من دخول قلب المدينة في مديرية «كريتر» حيث يعملون باعة متجولين، وفي حِرَف شتى. وأكد مصدر رسمي في مكتب محافظ عدن عيدروس الزبيدي أن هذا الحادث الذي لقي إدانة واسعة من سياسيين وحقوقيين، جاء نتيجة «تصرف فردي». وأمر المحافظ ب «مواجهة المسألة بكل حزم». في غضون ذلك، تواصلت المعارك على جبهات محافظات تعز والجوف ومأرب، وصد مسلحو المقاومة من قبائل بني ظبيان جنوب شرقي صنعاء محاولة جديدة للحوثيين للسيطرة على مناطقهم، وفتح طريق عبرها لإمداد مسلحيهم في مديرية صرواح غرب مأرب. وشن طيران التحالف غارات على مواقع جماعة الحوثيين وقوات علي صالح شمال غربي صنعاء وفي محافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة ومأرب، وأفادت مصادر عسكرية بأن الضربات الجوية طاولت مناطق همدان والشاهل والمنيرة والمخا. وذكرت مصادر المقاومة أن ميليشيا الحوثيين وقوات علي صالح واصلت قصف الأحياء السكنية في مدينة تعز وفجّرت منازل في مديرية «ذي السفال» التابعة لمحافظة إب، والواقعة على الطريق الرئيس بين صنعاء وتعز، في عملية انتقامية رداً على هجمات للمقاومة طاولت تعزيزت للجماعة. وقال مصدر ل «الحياة» أن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين الجيش وميليشيا الحوثي وصالح في منطقة الشقب بصبر الموادم جنوبالمدينة. وأضاف أن الحوثيين قصفوا قرى جبل صبر بالصواريخ من منطقة الكدرة بخدير شرق تعز، وقطعوا طريق الدمنة الحد شرق تعز الذي يعتبر المنفذ الفرعي الوحيد للمدينة عبر جبل صبر، والذي تُرسل عبره السلع الأساسية للمواطنين. من جهة أخرى، وزّع تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي يسيطر عليها منذ نيسان (أبريل) الماضي، منشورات أعلن فيها اعتزامه بث فيلم وثائقي ليلاً (أمس) باسم «حراس الشريعة» وعبر شاشات عملاقة تُنصب في المكلا وعدد من مديريات ساحل حضرموت. وعلى الحدود السعودية ساد هدوء نسبي أمس، مع محاولات لتسلُّل عناصر مسلحة للاعتداء على نقاط سعودية حدودية. وتمكنت القوات السعودية من تدمير راجمة صواريخ باتجاه قرية المروي شمال الملاحيط كانت تستهدف ضرب مدينة الخوبة الحدودية السعودية. وقتل 5 عناصر كانوا يجهزون قذائف لإطلاقها، في حين تمكنت المدفعية من قصف أهداف باتجاه الملاحيط وصعدة.