أبدى مهتمون بالشؤون السياسية ارتياحهم لمضامين البيان الختامي لقمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي و»إعلان الرياض»، فيما لفت أحدهم إلى التأكيد على دعم دولة قطر في استضافتها لكأس العالم 2022 باعتباره رسالةً سياسيةً موجَّهةً إلى المشككين في الجهود القطرية الخاصة بالبطولة. ولاحظ رئيس قسم التاريخ في جامعة الكويت، الدكتور عبدالهادي العجمي، أن «إعلان الرياض» جاء مفصَّلاً وتناول بدقَّة إجراءاتٍ للتكامل الخليجي يُنتظَر أن تُنفَّذ العام المقبل و«هو ما يتسق وتطلعات شعوب الدول الست». وأبدى العجمي ارتياحه لتحديد الإعلان تواريخ دقيقة لإجراءات التكامل الجمركي والاقتصادي والقانوني. وشدَّد على أهمية ما ورد عن إمكانية اتخاذ بعض دول المجلس إجراءات تكاملية في إطار الكيان الخليجي على أن تلحق بها بقية الدول متى ما كان ذلك مناسباً لها. ولفت العجمي، الذي تحدث ل «الشرق»، إلى وضوح مضامين البيان الختامي وإعلان القمة فيما يتعلق بالتنسيق البيني الثقافي والاجتماعي والبيئي والأمني وبالرؤية الشاملة لحل أزمات الشرق الأوسط، عادّاً مجلس التعاون آخر المنظومات المتبقية في النظامين العربي والإسلامي، ما يتيح لها التأثير إيجاباً في مجريات الأحداث. وبالنسبة له؛ فإن «دعم البيان الختامي والإعلان للحلول السلمية يقود إلى استقرار المنطقة وتحقيق الأمن فيها». في سياقٍ متصل؛ وصف اللواء الكويتي المتقاعد، صابر السويداء، البيان الختامي للقمة ال 36 ب «المختلف» لجهة صدوره في ظروف إقليمية استثنائية وفي ظل تهديداتٍ مستمرةٍ صادرةٍ عن إيران. واعتبر أنه كان منطقياً تناول البيان لقضايا إقليمية ودولية جنباً إلى جنب مع قضايا تعزيز مسيرة التعاون الخليجي، مشيراً خصوصاً إلى ملفات فلسطين واليمن وسوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب وغيرها. في الوقت نفسه؛ ذكَّر اللواء متقاعد السويداء بما ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين في اليوم الأول للقمة عن تعزيز العمل المشترك؛ وبما ورد في كلمة أمير دولة قطر عن مكافحة الإرهاب. وأعاد السويداء التأكيد على أن «بيان هذا العام مختلف عن سابقيه، وفيه دعمٌ كبيرٌ لمسيرة التعاون». وكان قادة الدول الست أقروا رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز للتكامل الخليجي، بحسب «إعلان الرياض». إلى ذلك؛ لاحظ المحلل السعودي، الدكتور نايف الفراج، تطرق البيان الختامي إلى دعم دولة قطر في استضافتها كأس العالم لكرة القدم عام 2022. ورأى أن هذا الدعم ليس رياضياً فحسب «بل هو دعم اجتماعي واقتصادي وأمني للدولة المستضيفة للبطولة مهما حاول بعضهم التشكيك في جهودها». وعدَّ الفراج هذا البند الوارد في البيان رسالة واضحة للجميع مفادها أن دول الخليج العربي لا تسمح لأحد بالتشكيك في نيات أي منها.