يحدث أن يختلف الأخوة أو الأقارب فيما بينهم وهي أكثر العلاقات حساسية. ويحدث أن تقال أثناء هذه الاختلافات كلمات قاسية وجارحة يصعب نسيانها. تلك الكلمات من النادر نسيانها أو محوها من الذاكرة لأنها تعبر عما يجول في خاطر قائلها فتخرج دفعة واحدة وغالباً تكون أكثر من مجرد ثورة غضب. ما يبقى أثره من تلك الكلمات يجعل العودة مُعيِقة حتى لو كان الظاهر تم عن صلح لأن الأشخاص تتصالح لكن النفوس تلتصق بها الجروح. المؤسف في هذا هو أن أخطاء اللسان تكسر الثقة، الثقة التي نضعها في حب الآخرين واحترامهم لنا كما نستحق، وخاصة إذا تعنت المخطئ وأصر على خطئه وأدام ذلك زمناً. قد يعرف كثيرون هذه الحقيقة لكن من لديه القوة والقدرة على كظم غيظه حتى لايصل إلى تلك المساحة الخطرة! إنها ببساطة المساحة التي يحتل فيها الشيطان أهم مواقعه ليجعل من الغضب مدفعا يثور في الآخرين محملاً بسموم الكلمات وسوء الظن والأذى لفظياً أو معنوياً. تلك المساحة تمتلئ بالأفكار والظنون السلبية وتجعل الصور في عقل المسيء أكبر حجماً فيبدأ بكيل سهامه دون النظر لعواقب عباراته وما قد تخلفه من ألم وربما أصبح التراجع عنها صعباً حفاظاً على كبرياء ضال لايقوده إلى كسر المحبة مع أقرب الناس إليه ويكون في النهاية هو الخاسر الوحيد لأن عودة المياه لمصباتها يكون ثقيلاً ومحملاً بكثير من الوجع المخفي من قبل من وقعت في روحهم الإساءة.