قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إن الولاياتالمتحدة أطلعت الحكومة العراقية على كامل خططها لنشر قوات خاصة بالعراق وإن الحكومتين ستجريان مشاورات عن كثب بشأن أماكن نشرها ومهامها. وكان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أعلن الثلاثاء أن واشنطن ستنشر قوة جديدة للعمليات الخاصة في العراق لمحاربة تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق كبيرة من سورياوالعراق. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه يرحب بأي مساعدة خارجية لكن سيكون لزاماً أن توافق الحكومة العراقية على انتشار قوات خاصة في أي مكان بالعراق. وقال أيضا إن العراق ليس بحاجة لأي قوات مقاتلة برية أجنبية رغم أنه لم يتضح إن كانت بغداد قد درست وضع القوات الأمريكية الخاصة في هذا الصدد. وقال كيري للصحفيين في مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل «بالطبع أطلعنا حكومة العراق قبل إعلان الوزير كارتر». وأضاف «سنواصل العمل عن قرب مع شركائنا العراقيين لتحديد القوات التي سيتم نشرها وأماكن نشرها ونوع المهام التي سيضطلع بها الأفراد وكيف ستدعم هذه القوات الجهود العراقية لإضعاف تنظيم داعش وتدميره». وقال أيضا إن الولاياتالمتحدة طلبت من أعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي تقديم قوات عمليات خاصة لتوفير أشياء من قبيل تدريب الشرطة وتوفير الذخيرة وعناصر أخرى لجيران سوريا. وتابع «هناك طرق متعددة يمكن للدول من خلالها المساهمة. ليس بالضرورة أن تكون قوات (منخرطة) في أعمال نشطة». وقال كيري إن الدول يمكنها المساعدة في سوريا بفرق طبية وجمع معلومات مخابراتية. وقال كذلك إن الجهود التركية لتأمين الحدود مع سوريا كانت موضع نقاش خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في باريس هذا الأسبوع. وأضاف «الرئيس إردوغان ملتزم بشكل تام ومستعد لتقديم قوات تركية والتعاون مع آخرين للمساعدة في ضمان إغلاق الجزء المتبقي من الحدود». وأعلن كيري أن الولاياتالمتحدة طلبت من دول حلف شمال الأطلسي «تعزيز» دعمها للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش في العراقوسوريا. وقال «دعوت كل دول الحلف إلى تعزيز دعمها في محاربة داعش من خلال ضرب قلب التنظيم في سورياوالعراق». وتابع أن «عددا من الحلفاء يشارك في المعركة أو يعتزم زيادة مساهمته»، مشيراً إلى ضرورة مساعدة دول مجاورة لسوريا مثل الأردن ولبنان. وأضاف «من الواضح أن داعش يشكل تهديدا في كل أنحاء العالم»، منددا بالتنظيم «العدمي والإجرامي الذي تتحدى أعماله المجتمع المدني». وأشاد كيري برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يعتزم برلمان بلاده التصويت لصالح توسيع نطاق الغارات ضد التنظيم الجهادي لتشمل سورياوالعراق. وقال «نرحب بجهود كاميرون لتنظيم التصويت فهذه خطوة مهمة ونحن نشيد بقيادته». ونفى كيري في المقابل وجود أي مخاطر يمكن أن يشكلها الحلف الأطلسي على روسيا التي تشن أيضا غارات جوية ضد التنظيم في سوريا وتم إسقاط إحدى طائراتها الحربية من قبل مقاتلات تركيا العضو في الحلف. وحول الأزمة السورية قال كيري أن روسيا يمكن أن تلعب دوراً «بناءً جداً» في سوريا مشيداً «بالتزام» موسكو في المحادثات من أجل إنهاء النزاع في هذا البلد. وصرح كيري «من الواضح أن روسيا يمكن أن تلعب دوراً بناء ومهماً جداً للتوصل إلى حل لهذه الأزمة وأعتقد أن العالم سيرحب بمبادرة التعاون هذه». وتابع «نشيد بالتزام روسيا في العملية السورية». إلا أنه أشار إلى ضرورة أن «تركز» روسيا على مكافحة تنظيم داعش وأن تكون «صادقة عندما تقول أنها تريد تطبيق» الالتزامات التي تم التوصل إليها في جنيف من أجل حل سياسي للنزاع في سوريا.