دعا المشاركون والمشاركات في ورشة عمل تطوير الدراسات والبحوث واستطلاعات الرأي العام بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بحضور 60 من الخبراء والباحثين والباحثات، إلى دراسة اتجاهات الحوار في المجتمع السعودي، والتصدي للفكر الشاذ. وأكدوا على ضرورة إبراز دور المركز في توجيه أفكار الشباب في القضايا التي تمس اللحمة الوطنية، وإجراء دراسات معمقة حول مواقع التواصل الاجتماعي وإدخال مادة معنية بثقافة الحوار في مناهج التعليم. وافتتحت الورشة صباح أمس في مقر مركز الرياض، بكلمة الأمين العام للمركز فيصل بن معمر، أكد فيها أن العلاقة بين الباحثين والمختصين، وبين المراكز الفكرية تمثل أهمية بالغة، ومطلباً ملحاً لكلا الطرفين، لما ينبني على تلك العلاقة من نتائج وما تطرحه من تفعيل مباشر لدور كل منهما. وقال إذا كانت الهوية المعرفية لمراكز الأبحاث والحوار والدراسات تقوم على خدمات الباحثين وأطروحاتهم النظرية والفكرية؛ فإن من المهم أيضاً إدارة حوار فاعل مع تلك العقول المفكرة من أجل تحقيق أعلى درجات الاستفادة والإفادة من جهود بُذلت واستثمر فيها الوقت والفكر والمال؛ لذا فهي بالنسبة لنا مكسب عظيم ودعم مشكور من رجال ونساء بادروا من خلال انتمائهم الديني والوطني إلى البحث والدراسة، والتحليل لمشروع يعتبر من أهم المشاريع الفكرية في وطن التوحيد والوحدة. وركّزت مداخلات الحضور، في الجلسة الأولى، التي أدارها نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد السلطان، على جملة من المواضيع الراهنة التي يمكن أن تشكل إطاراً حوارياً مهماً تشارك فيه مختلف فئات المجتمع السعودي، ومن أبرز هذه المواضيع الوحدة الوطنية، وتطوير التعليم، والانحراف الفكري، في مقابل الانغلاق الفكري، والهوية والانتماء، وتعزيز ثقافة الحوار والانتماء لدى الشباب. ورأت مهرة الزهراني أن المركز عليه دور مؤمل لتوضيح الصورة خاصة لدى الشباب، فقد كان هناك نوع من الانقسام الداخلي، وهناك مجموعات من الشباب لا تعرف ما هو الأمن الفكري، وهنا يأتي دور المركز ليوضح الصورة، خاصة في وقت الأزمات. ودعا سليمان المطلق للتخطيط للمستقبل، وقال: «أقترح التركيز على تحديد الهدف ووضع استراتيجية من التعليم التمهيدي حتى المتوسط». من جهتها، قالت الدكتورة سحر الصديقي: نحن في حاجة لدراسة الانغلاق الفكري عبر مختلف المؤسسات الثقافية والدينية، وتقديم حوار جيد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما أكد الدكتور عبدالرحمن الغامدي على أن الحوار أضحى «خياراً استراتيجياً» مهماً بالذات في هذه الفترة الزمنية. وتناولت نورة الشهراني في مداخلتها ضرورة معالجة الانحراف الفكري، وأنه يجب على المركز أن يكون له دور في هذه المعالجة، ويكون الشباب هم الفئة الأكثر إفادة من ذلك. وطالبت جواهر القحطاني بإقامة شراكات حقيقية مع أجهزة المجتمع بحيث نلامس تأثيرها بشكل مباشر، ونشر ثقافة الجودة وثقافة الحوار بين مختلف الجهات وتفعيل البرامج والخطط التي تسهم في نشر ثقافة الحوار. وهناك بحوث ودراسات وتوصيات لكنها مع الأسف لا تترجم لآليات على أرض الواقع، كما دعت إلى التوسع في الدراسات التي تدور حول تفعيل شبكات التواصل الاجتماعي. وحول هذه النقطة التي تتعلق بالشراكات، عقَّب الدكتور فهد السلطان بأن موضوع الشراكات كان موضوعاً مهماً جداً، والمركز لا يستطيع نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والتسامح بمفرده، بل هو مسؤولية كل مؤسسات المجتمع، وأهمها: مؤسسات التعليم، والمسجد والإعلام والأسرة، ودون تكامل هذه القطاعات من الصعوبة التأثير في المجتمع بصورة صحيحة، خاصة في موضوع فكري مثل: الحوار، والمركز وقّع (32) اتفاقية شراكة مع عدد من المؤسسات والوزارات والجامعات.