قال مصدر كبير في الحكومة الفرنسية إن روسيا نفذت ضربات جوية أمس على مدينة الرقة الواقعة في شمال سورية ومعقل تنظيم داعش. وقال المصدر "في هذه اللحظة يقوم الروس بضرب مدينة الرقة بعنف وهو دليل على أنهم باتوا يدركون أيضا (خطر داعش)". وجاء التحرك في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستكثف الضربات الجوية في سورية بعد أن ذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن قنبلة كانت السبب في تحطم طائرة ركاب روسية في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر . وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هذا الهجوم وعن هجمات باريس التي وقعت يوم الجمعة وخلفت 129 قتيلا على الأقل. من جهته، قال مسؤول دفاعي أمريكي إن روسيا أبلغت الولاياتالمتحدة قبل تنفيذها للضربات في سورية بانها ستستخدم صواريخ كروز تطلق من البحر وقاذفات طويلة المدى، وأكد المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه ان الولاياتالمتحدة لا تنسق مع روسيا وان الضربات الروسية لم تضطر الولاياتالمتحدة الى الغاء اي أنشطة للتحالف الذي تقوده واشنطن. ضربات فرنسية إلى ذلك، اعلن مسؤول عسكري فرنسي ان بلاده "كثفت" الغارات الجوية ضد مناطق تواجد تنظيم داعش في سورية والعراق، بعد "اسابيع من التحضير" سبقت تبني التنظيم للاعتداءات الدامية في باريس الاسبوع الماضي. وقال الاميرال انطوان بوسان "داعش هو عدونا، داعش هو عدو محدد بشكل واضح". ويتولى بوسان قيادة عملية "شمال"، الاسم الذي اطلق في سبتمبر 2014 على مشاركة فرنسا في الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق، ضمن الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وتحدث المسؤول في قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج. اضاف "هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم.. اليوم، نكثف ملاحقتنا، وضربنا بقوة في الايام الماضية". وتابع "الاهداف التي استهدفناها هي اهداف عملنا عليها لاسابيع"، وذلك بعد "مراجعتنا لمعلومات اتاحت لنا ان نقترح على رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند اصدار اوامر بإستخدام مقاتلات "رافال" و"ميراج 2000" المتمركزة في الشرق الاوسط". وامتنع بوسان عن تقديم معلومات او تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها المقاتلات الفرنسية منذ هجمات باريس التي ادت الى مقتل 129 شخصا على الاقل مساء الجمعة، وتبناها التنظيم، واوضح الاميرال ان قرابة 700 عسكري فرنسي يشاركون في عملية "شمال"، اضافة الى ست مقاتلات "رافال" وست "ميراج 2000"، اضافة الى طائرة مراقبة بحرية "اتلانتيك 2"، مؤكدا وجود "موارد اخرى تتواجد هنا لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات +اواكس+ وطائرات تجسس اخرى". مرحلة جديدة من جهته، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس في باريس ان سورية قد تبدأ مرحلة "انتقال سياسي كبير" في غضون "اسابيع" بين النظام والمعارضة وذلك اثر التسوية الدولية التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات فيينا. وقال كيري امام بعض الصحافيين الذين رافقوه في زيارته الى العاصمة الفرنسية بعد اربعة ايام على الاعتداءات "نحن على مسافة اسابيع نظريا، من احتمال انتقال كبير في سورية، وسنواصل الضغط في هذه العملية". واضاف "نحن لا نتحدث عن اشهر وانما اسابيع، كما نأمل".