دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، المسلمين إلى التمسك بإسلامهم والانتماء إليه مع مشاركة مواطنيهم من الديانات الأخرى واجباتهم تجاه مجتمعاتهم، معتبراً أن الظروف العالمية الحرجة توجِب على المسلم التعريف بدينه. وعدَّ التركي، في كلمةٍ له أمس خلال افتتاح مؤتمر «السلام العالمي» في ولاية سرواك الماليزية، الاهتمام بالسلام ضرورة ملحّة في عصرٍ انتشرت فيه ظاهرة الإرهاب والتطرف. وحثَّ القيادات الدينية والاجتماعية والسياسية على التعاون من أجل إحلال السلام وتعزيز مساراته، مبيِّناً أن العالم يحتاج اليوم إلى التعايش الإيجابي أكثر من أي وقت مضى و»بناء علاقات ودية بين الفئات المختلفة على قاعدة الاحترام المتبادل، ما يوفِّر مجالاً خصبا لاستفادة بعض الأمم من تجارب بعضها الآخر عن طريق التعامل السلمي والحوار الهادف البناء». ورفض أمين رابطة العالم الإسلامي النظر إلى اختلاف الجماعات البشرية في أعراقها وألوانها وثقافاتها على أنه معوِّق للتعايش الإيجابي. وأشار إلى تعزيز هذا التعايش بين الفئات الدينية والحضارية المختلفة بعددٍ من الوثائق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وبوسائل تنفيذية من المنظمات الحقوقية وغيرها. لكنه استدرك «على الرغم من هذه الجهود؛ فإن العالم يشهد واقعاً مغايراً لذلك»، مشدِّداً على وجوب نبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، ومذكِّراً بما يدعو إليه الإسلام من تسامحٍ وإشاعةٍ للأسس الأخلاقية كالعدل والإحسان ومحاربة البغي والعدوان. وتحدَّث التركي عمَّا يرتكبه الحوثيون في اليمن من إشاعةٍ للخراب والفساد، ووصفهم بمطيَّة لأجندة خارجية لا تريد الأمن والاستقرار في دول الشرق الأوسط. وأشار إلى ارتياح المسلمين كافةً لعملية «عاصفة الحزم» وجهود التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية، والذي يفرضه الإسلام نصرةً للمظلوم ورداً للبغي والعدوان. إلى ذلك؛ نوَّه التركي ببذل المملكة قصارى جهدها في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار. وقال «إن العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، الذي يستكمل مسيرة الخير والبناء والتطوير، مستعصماً بالإسلام وجاعلاً شريعة الله الغراء نبراساً يوجِّه العباد إلى ما يسعدهم في دنياهم وأخراهم»، لافتاً إلى تأكيد منهاج المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين والتعامل مع مختلف الشعوب والأمم بما يُسعِد البشرية ويقلل من أزماتها. بدوره؛ اعتبر حاكم سرواك، الدكتور عبدالطيب محمود، مؤتمر «السلام العالمي» خدمةً للمسلمين في جنوب شرق آسيا وفرصةً لإيضاح الصورة الصحيحة لدينهم. وذكَّر في كلمةٍ له بأن رسالة الإسلام السمحة مبنيَّة في أساسها على السلام وأن «الدين يدعو إلى التعايش السلمي مع كل الأطياف»، مبدياً ارتياحه لتعاون رابطة العالم الإسلامي مع حكومة سرواك في تنظيم المؤتمر.