تكشفت خلال المؤتمر الدولي الأول لتطلعات المرضى، الذي ينظمه مستشفى الملك عبدالله الجامعي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض، ملامح مؤشر لقياس تطلعات المرضى تجاه العلاج والمعاملة التي يتلقونها، حيث أكد أستاذ طب الأسرة والتعليم الطبي وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتخطيط والتطوير والجودة الدكتور خالد آل عبدالرحمن، ضرورة تبني برنامج ناجح لقياس تطلعات المرضى وتقويمها في المستشفيات الحكومية والخاصة، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في مقدمة أولويات صناعة الرعاية الصحية وتحسين الجودة. وقال في ورقته، إن هناك ستة عناصر أساسية لتبني برنامج ناجح لقياس وتقويم تجربة وتطلعات المرضى في أي مستشفى حكومي أو خاص، مؤكداً أن القيادات الإدارية للمستشفى تلاحظ الفرق في تحسُّن الجودة المقدمة في حال تبنيهم العناصر الستة بطريقة صحيحة. وأوضح أن من بين العناصر، العنصر الأول وهو تضمين رؤية المستشفى ورسالته وقيمه عبارة واضحة تعكس الاهتمام بتطلعات المرضى وتحقيق احتياجاتهم، مضيفاً أن ذلك يتطلب إشراك المرضى في صياغة الرؤية والرسالة وقيم المستشفى. أما العنصر الثاني فهو وجود قيادة فاعلة وداعمة، تتسم بالمرونة الإدارية والمالية، وقادرة على التأقلم مع المتغيرات الداخلية والخارجية المتسارعة. ولفت إلى أن العنصر الثالث هو اختيار الفريق الذي يتميز بالكفاءة العالية للإشراف على إعداد وتنفيذ وتطوير البرنامج، ودعمه إدارياً ومالياً. في السياق نفسه، تناول مدير إدارة حقوق وعلاقات المرضي السابق في مدينة الملك سعود الطبية عبدالعزيز محمد أبو عباءة، في ورقته بداية تأسيس إدارات حقوق وعلاقات المرضى منذ العام 1430ه، وفتح مكتب لرصد تنفيذ المهام ومتابعتها. وأوضح أن الدراسة، التي أجريت على 20% من المرضى المنومين في المدينة (200 مريض) كشفت أن هذا الإجراء رفع نسبة رضا المرضى 90%، وخفض الشكاوى بنسبة 80%، واتضح أن أكثر من 60% من الشكاوى كان بسبب قصور التواصل، وأن المريض لم يكن يجد أذناً صاغية، إلى جانب شدة التعامل والتعامل الفوقي، وإشكالات التشخيص، كما أن التطبيق رفع الوعي بحقوق المرضى. إلى ذلك، أوصت الورقة المقدمة من المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن المعمر، بإعادة تصميم بيئة الرعاية الصحية لتحسين تجربة المريض، مشيرة إلى أن عديداً من المنظمات تهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى وتغفل الجوانب غير الملموسة في الرعاية التي تؤثر على التجربة الكلية للمريض. وقال المعمر إن الجوانب، التي لا يؤديها الأطباء في ممارستهم تؤثر بشكل كبير في توقعات المرضى من الرعاية، لافتاً إلى أن هناك كثيراً من الأدلة على أن إعادة تصميم بيئة الرعاية الصحية لها تأثير إيجابي على نتائج المرضى من خلال خفض طول مدة الإقامة، والحد من التوتر وتحسين الرضا العام.