سجَّلت السلطات الصحية في المملكة 425 إصابة بالإنفلونزا الموسمية خلال الأسبوعين الماضيين. وفيما أقرَّت وزارة الصحة بارتفاعٍ لافتٍ في عدد الإصابات بالمرض مقارنةً بالعام الماضي؛ فإنها لاحظت انخفاض نسبة الوفيَّات، كاشفةً عن نيَّتها إعادة إصدار النشرة الوبائية السعودية. وتوزَّعت الإصابات بين 128 في الرياض و168 في جدة وحالات متفرقة في بقية المناطق والمحافظات. وأفادت «الصحة»، في بيانٍ لها أمس السبت، بمواكبة الارتفاع الملحوظ في أعداد الحالات محلياً ارتفاعاً مماثلاً في دول شمال الكرة الأرضية كالولايات المتحدة وبعض دول شرق وغرب إفريقيا وكذا دول شرق وجنوب آسيا. وكشفت عن فحص مختبراتها 50 ألف عيِّنة للاشتباه في ظهور أعراض الإنفلونزا الموسمية على أصحابها مقارنةً ب 26 ألف عيِّنة العام الماضي، رابطةً ارتفاع عدد المفحوصين برغبتها في تفعيل دور برنامج «حصن» للترصد الوبائي. وفي حين أكدت الوزارة عدم معاناة معظم الحالات المؤكدة من مضاعفات؛ فإنها حذرت مما يسبِّبه الفيروس من التهاباتٍ في الصدر وفشلٍ في الجهاز التنفسي، ما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات خاصةً الفئات ذات الخطورة العالية مثل الأطفال دون الخامسة وكبار السن والحوامل وذوي الأمراض المزمنة. ووفقاً لبيانها؛ أظهرت الإحصاءات الوبائية انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن المرض إلى 1.6 % خلال العام الجاري مقارنةً ب 6.8 % في العام الماضي. وحثَّ البيان المواطنين والمقيمين على الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية المتوفر في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية إضافةً إلى مستشفيات القطاع الخاص. وشدد على أهمية «السعي لتحصين أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين خاصةً الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، وهم المصابون بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والأطفال في الأعمار من 6 أشهر إلى 5 سنوات»، مُفيداً بتوفير 1.5 مليون جرعة لقاح قابلة للزيادة عند الحاجة. وكانت الوزارة وجَّهت، في تعميمٍ أرسلته إلى جميع مديريات الشؤون الصحية، بمتابعة الحالات المُخالِطة لحالات المرض المؤكَّدة. ودشَّنت بالتوازي حملةً للتطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية بدأت فعالياتها الخميس الماضي في المراكز والأسواق التجارية، على أن تنتقل اليوم إلى المستشفيات والمراكز الصحية. في الوقت نفسه؛ تعهدت «الصحة» بالاستمرار في تقييم الوضع الحالي عن كثب و»اتخاذ أي إجراءات إضافية عند الحاجة»، لافتةً الانتباه إلى أن تسمية الإنفلونزا من النمط (h1n1) بإنفلونزا الخنازير لم تعد صحيحة من الناحية العلمية «حيث أصبح هذا النمط نوعاً من الإنفلونزا البشرية». وتعتزم الوزارة خلال المرحلة المقبلة إعادة إصدار النشرة الوبائية السعودية التي ستحوي إحصاءات الأمراض المعدية ال 42 التي تتابعها من خلال الترصد الوبائي، كما ورد في بيانها.