أكملت المملكة استعداداتها لاستضافة الدورة الرابعة لمؤتمر قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، الذي ستعقد في الرياض في نوفمبر المقبل، في تظاهرة سياسية دولية كبرى تعكس الدور الإقليمي والدولي الذي تمثله المملكة، والثقل الذي تمثله السياسة الخارجية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتأثيراتها الكبيرة على مجريات كثير من الملفات المهمة والشائكة في العلاقات الدولية. وسبق توزيع المملكة رقاع الدعوة لحضور القمة إلى قادة الدول العربية والأمريكية الجنوبية، اجتماعات تحضيرية للقمة انطلقت في يوليو الماضي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية شارك فيها كبار المسؤولين في وزارات الخارجية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وأكدت المملكة خلال الاجتماع جاهزيتها لاستضافة القمة، ولفت السفير أحمد قطان في كلمة له في الاجتماع، إلى أهمية العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية، معرباً عن التطلع لتنمية تلك العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة للوصول إلى أفضل التنسيق والتعاون، متمنياً تحقيق مزيد من التفاهم والتنسيق حول الرؤى والمواقف تجاه القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي. وعبَّر السفير عن الارتياح للتوافق والتقارب في وجهات النظر بين الجانبين تجاه عديد من القضايا والمسائل الدولية، مثمناً المواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية المؤيدة للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الحق والعدل وتتويجها ذلك بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967. كما نظم مركز الدراسات الأمريكية بمعهد الدراسات الدبلوماسية ورشة عمل حول العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية يومي 7 – 8 أكتوبر الماضيين، حضرها عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية وسفراء دول أمريكا الجنوبية في المملكة ونخبة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين. بمدينة الرياض. وأشار مدير عام المعهد الدكتور عبدالكريم الدخيل، في مشاركته إلى أهمية تنامي العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في العقد الأخير، ونوّه بدور المملكة في تعزيز هذه العلاقات سواء على مستوى العلاقات الثنائية بين المملكة ودول أمريكا اللاتينية أو على المستوى الجماعي بما في ذلك احتضان المملكة للقمة الرابعة. كما أشاد نائب وزير الخارجية في البيرو السفير أدواردو مارتينيتي، بالتطور الملحوظ في إطار العلاقات الودية بين المملكة ودول أمريكا الجنوبية. وتضمنت ورشة العمل أربع جلسات: الجلسة الأولى بعنوان: « العلاقات السياسية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية «. أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان:» العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية «، فيما تناولت الجلسة الثالثة « العلاقات الثقافية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. فيما جاءت الورشة الأخيرة بعنوان: «العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول أمريكا الجنوبية». يذكر أن قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية هي ملتقى للتنسيق السياسي بين دول كلتا المنطقتين (المنطقة العربية وأمريكا اللاتينية) وهي أيضا آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية و التعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة وغيرها من المجالات ذات الصلة لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان والمساهمة في تحقيق السلام العالمي. وأنشئ هذا الملتقى بناءً على اقتراح من الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال المؤتمر الأول لقمة رؤساء الدول والحكومات ASPA الذي عقد في مدينة برازيليا في البرازيل في مايو 2005م.