فيما اشتبكت قوات الأمن العراقية أمس الجمعة مع متشددي تنظيم "داعش" عند مشارف مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، حذَّرت السلطات المحلية في المدينة الواقعة غرب البلاد من أنها قد تسقط في يد التنظيم ما لم تصل تعزيزات عاجلة، فيما أعلنت الأممالمتحدة نزوح أكثر من 4 آلاف عائلة من المحافظة في الأيام الأخيرة. وأفاد مسؤولون في الشرطة العراقية وأعضاء مجالس محلية بأن المسافة بين مواقع تمركز مسلحي "داعش" ووسط الرمادي لم تعد تزيد عن نصف كيلومتر، بينما هرع كثيرٌ من السكان لمغادرة المدينة وهم يلوحون بالأعلام البيضاء. ووصف المسؤول المحلي، صباح كرحوت، الوضع في الأنبار ب "الحرج"، وكرر نائبان للمحافظ نفس التحذير واعتبرا أن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد "داعش" لا ينفذ ضربات جوية كافية للمساعدة في إنقاذ الرمادي. لكن متحدثاً باسم وزارة الدفاع هوَّن من حجم التهديد، وتعهَّد بأن ينفذ الجيش قريباً هجوماً مضاداً لوقف زحف المتشددين على المدينة. ويحقق التنظيم المتطرف تقدماً ميدانياً قرب الرمادي منذ الأسبوع الماضي بعد أن أعلنت الحكومة عن عملية جديدة لاستعادة الأنبار بالكامل. ويسيطر المتشددون على مساحات كبيرة من المحافظة منذ الصيف الماضي. ولَحِقَت بالتنظيم هزيمة كبيرة هذا الشهر حينما طردته القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي من مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، لكنه يشن حالياً هجوماً في الأنبار وعلى مصفاة بيجي أكبر مصفاة نفطية في البلاد. في غضون ذلك، أعلنت الأممالمتحدة نزوح أكثر من 4 آلاف عائلة من الأنبار في الأيام الأخيرة إثر الاشتباكات التي وقعت بين القوات النظامية وتنظيم الدولة في محيط الرمادي ومناطق مجاورة. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في بيانٍ له أمس، أن "أربعة آلاف و250 عائلة فرت من منطقة الرمادي منذ الثامن من إبريل". وأوضح أنها نزحت من وسط الرمادي ومناطق البوفراج والبوذياب والبوسيدا والبوغانم والبومحل والصوفية و"هي تقع كلها حول مدينة الرمادي". وخلال الأيام الماضية؛ شهدت مناطق متفرقة في الأنبار، خصوصاً المحيطة بمدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ومنطقة الكرمة في الجانب الشرقي من المحافظة، هجمات متلاحقة للمتطرفين ضد القوات النظامية. وفرض المتطرفون سيطرتهم على مناطق أوسع بعد الهجمات، في حين لم تكن قوات الأمن تسيطر سوى على مركز مدينة الرمادي وأجزاء محدودة من المحافظة. و"من منطقة البوفراج وحدها (شمال الرمادي) نزح نحو 9 آلاف شخص ولجأوا إلى مدارس ومساجد أو توجهوا إلى بغداد"، بحسب البيان الأممي. ويأتي البيان بعد يومٍ على إعلان وزارة الداخلية العراقية استقبال 1800 عائلة نازحة من الأنبار في مدينة بغداد دون تفاصيل إضافية. وتُقدِّر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عدد العراقيين الذين نزحوا جرَّاء معارك تشهدها مناطق مختلفة في بلادهم ب 2.7 مليون شخص بينهم مئات الآلاف من أهالي الأنبار. ويرى محللون استعادة السيطرة على الأنبار مهمة شاقة أقرب إلى هدف بعيد المنال في الوقت الراهن. وتعد المحافظة كبرى محافظاتالعراق، وهي خليط من المدن والأراضي الصحراوية والزراعية الواسعة، وتتشارك حدوداً طويلة مع دول مجاورة.