جدَّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التأكيد على عدم وجود نيه لديه لإرسال قوات بريَّة إلى سوريا، في وقتٍ كشف المسؤولون العسكريون في موسكو عن عقدهم اجتماعاً ثانياً مع نظرائهم في واشنطن لبحث سلامة طلعاتهما الجوية. وشدَّد فلاديمير بوتين على أنه لا يخوض سباق تسلُّحٍ مع الدول الغربية، مُحدِّداً هدفاً للحملة التي أقرَّها في الأجواء السورية بدءاً من 30 سبتمبر الفائت «وهو الحفاظ على استقرار السلطات» وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية». وذكر في تصريحاتٍ صحفية أمس رداً على سؤالٍ لقناة «روسيا 1» أنه لا نية لدعم الحملة بإرسال قوات برية تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد. في الوقت نفسه؛ أشار إلى عدم خوضه سباق تسلح مع الغرب، وقال «واقع الأمر أن الأسلحة الحديثة تتطور وتتبدل، وفي بلدان أخرى يحصل هذا الأمر أسرع مما يحصل هنا، لهذا السبب علينا أن نواكب العصر». وكانت موسكو كشفت الأسبوع الفائت عن استخدامها صواريخ أُطلِقَت من على بعد أكثر من 1500 كيلومتر عن أهدافها في الأراضي السورية. إلى ذلك؛ نقلت وكالة «إنتر فاكس» الروسية عن بوتين رفضه أي مشاركةٍ في حرب دينية وقوله لتليفزيون «فار إيست» المحلي إن حكومته لا ترى فرقاً بين الجماعات على أساس الدين. وأعلنت وزارة الدفاع في بلاده صباح أمس قصف مقاتلاتها 63 هدفاً إرهابياً عبر 64 طلعة جوية في الأجواء السورية «خلال الساعات ال 24 الأخيرة» ما أسفر عن تدمير مركز قيادة ومواقع مُحصَّنة ومخازن ذخيرة. وأفادت الوزارة في بيانٍ لها ب «تنفيذ مقاتلات سوخوي 34 و24 إم و25 إس إم 64 طلعة خلال الساعات ال 24 الأخيرة انطلاقاً من قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية». و»شنَّت هذه المقاتلات غاراتٍ على 63 هدفاً إرهابياً في محافظات حماة واللاذقية وإدلب والرقَّة»، بحسب البيان، ما أسفر عن «تدمير 53 موقعاً يستخدمها إرهابيو تنظيم داعش وموقع قيادة و4 معسكرات تدريب و7 مستودعات أسلحة». ووفقاً للوزارة؛ فإن قواتها اعترضت اتصالات بالراديو لمقاتلين في التنظيم تحدثوا عن تزايد الذعر في صفوفهم. من جهة أخرى؛ أفصح المتحدث باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف، عن إحراز تقدمٍ في المحادثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين لتجنب حوادث بين طائرات البلدين في الأجواء السورية. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تطلعت أمس الأول إلى قرب استئناف هذه المحادثات التي بدأت قبل 12 يوماً عبر آلية الاتصال بالفيديو. وعلى صعيدٍ مختلف؛ أُفرِجَ عن الأب جاك مراد أمس الأول بعد حوالى 5 أشهر على خطفه في حمص (وسط سوريا)، وفق ما أفاد مصدر مسيحي. وبيَّن المصدر أن «الأب مراد حر، وهو موجود حالياً في قرية زيدل على بعد 5 كيلومترات من مدينة حمص»، مُتابِعاً «أقام قدَّاساً صباح الأحد في القرية». ورفض المصدر إعطاء تفاصيل عن كيفية الإفراج «لأسباب أمنية». وأقدم 3 مقنعين في مايو الماضي على خطف رئيس دير مار إليان للسريان الكاثوليك في مدينة القريتين، الأب جاك مراد، غداة سيطرة «داعش» على مدينة تدمر الأثرية.وبعد سيطرته على القريتين المختلطة في مطلع أغسطس الماضي؛ خطف التنظيم المتطرف 230 مدنياً بينهم 60 مسيحياً على الأقل وأفرج عن عددٍ محدودٍ منهم في وقتٍ لاحقٍ، فيما أقدم مسلحوه على هدم دير مار إليان التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الميلادي الخامس. وتتبع القريتين وتدمر محافظة حمص التي لا يزال نظام الأسد يسيطر على معظم مدنها علماً أن بعضها ثار مبكراً في أوائل صيف 2011. وأسفر قمع الأسد ثورة شعبية ضده عن اندلاع حرب خلَّفت مقتل أكثر من ربع مليون شخص وتدميراً هائلاً للبنية التحتية مع نزوح ولجوء عدة ملايين يقيم معظمهم حالياً في تركيا ولبنان والأردن. كما فرَّ مئات الآلاف بحراً صوب أوروبا.