أعلنت قوات المعارضة السورية عن تقدمها في ريف حماة امس، وأعلن جيش الفتح -والذي يتكون من فصائل معارضة لنظام بشار الاسد- عن سيطرته على قريتي المشيك والقرقور وتل القرقور في سهل الغاب بريف حماة الغربي، بعد اشتباكات مع قوات الأسد أسفرت عن تدمير عدة دبابات وآليات عسكرية لها، ومقتل العشرات من عناصرها، بينهم مرافق قائد عملياتها العسكرية في المنطقة، فيما قتل 3 من قوات المعارضة. وأشارت وكالة مسار برس إلى أنه بسيطرة المعارضة الجمعة على تل القرقور الاستراتيجي أصبحوا يكشفون القرى الموالية لنظام الأسد بعمق 20 كم غربا. وأفادت أن مقاتلي المعارضة استهدفوا مواقع لقوات الأسد في محيط قرى تل واسط والزيارة وجورين في سهل الغاب بقذائف الدبابات والمدفعية والصواريخ، لتدور بعدها اشتباكات بين الطرفين في محاولة من المعارضة للسيطرة على القرى المذكورة. وكانت قوات الأسد حاولت الخميس استرجاع بعض النقاط التي خسرتها في سهل الغاب مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، كما شن طيران نظام الأسد الحربي حوالي 100 غارة جوية على مناطق سيطرة المعارضة. من جهة أخرى، شهدت محافظة طرطوس والقرى الموالية بريف حماة خروج العديد من مواكب التشييع لعشرات القتلى من عناصر قوات الأسد الذين لقوا مصرعهم في المعارك الدائرة بسهل الغاب، في الوقت الذي تغص فيه مشافي القرداحة واللاذقية والسقيلبية ومصياف بجرحى عناصرها. إحصائية جديدة وفي إحصائية جديدة ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير محدث حول حصيلة قتلى الصراع السوري أن أكثر من 240 ألفا و381 شخصا قد قتلوا منذ بداية هذا الصراع في مارس 2011. ووثق المرصد مقتل 71 ألفا و781 مدنيا بينهم 11 ألفا و964 طفلا. وذكر المرصد أن حصيلة القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة في سوريا بلغت 42 ألفا و384 شخصا، مضيفا إن 34 ألفا و375 مقاتلا أجنبيا جاؤوا إلى سوريا من أوروبا ودول عربية مختلفة وآسيا قد قتلوا كذلك. وأوضح المرصد أن 50 ألفا و570 جنديا من قوات النظام السوري قتلوا إلى جانب 33 ألفا و839 مقاتلا حليفا و903 من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية و3304 مقاتلين شيعة من دول أخرى مثل إيران وأفغانستان. وأضاف إن هناك نحو 3225 شخصا مجهولا قتلوا في الصراع. وشدد المرصد على أن تقريره لا يضم مصير نحو 20 ألف شخص يقال إنهم محتجزون في سجون النظام السوري ونحو 9500 شخص تحتجزهم جماعات جهادية ومقاتلون آخرون من المعارضة. وذكر المرصد أن نحو مليوني سوري قد أصيبوا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد في مارس. وكان المرصد قد ذكر في يونيو أن حصيلة القتلى تصل إلى 230 ألفا و618 شخصا. خطف على صعيد اخر، خطف تنظيم داعش نحو 230 مدنيا، بينهم ستون مسيحيا على الاقل غداة سيطرته على مدينة القريتين في محافظة حمص في وسط سوريا وطرده قوات النظام منها، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "خطف تنظيم داعش 170 سنيا واكثر من ستين مسيحيا الخميس بتهمة التخابر مع النظام خلال عملية مداهمة نفذها عناصره داخل مدينة القريتين"، التي سيطر عليها بالكامل ليل الاربعاء بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام. وأوضح عبد الرحمن انه كان بحوزة عناصر التنظيم لائحة تضم اسماء اشخاص مطلوبين لكنهم قاموا باعتقال عائلات بأكملها كانت تنوي الفرار. وقال المطران متى الخوري سكرتير بطريركية السريان الارثوذوكس في دمشق لوكالة فرانس برس: "لا معلومات اكيدة لدينا عن حادثة الخطف؛ لأن الاتصالات صعبة مع سكان المدينة، لكننا علمنا من اشخاص على اتصال مع المقيمين فيها ان التنظيم احتجز المواطنين في اماكن اقامتهم وفرض عليهم الاقامة الجبرية". وأضاف: "قد يكون الهدف من ذلك استخدامهم كدروع بشرية" لمنع قوات النظام من قصف المدينة. وغالبا ما تعمد قوات النظام بعد سيطرة الجهاديين او الفصائل المقاتلة على مناطق كانت تحت سيطرتها الى قصفها جوا. وذكر مسيحيون يتحدرون من المدينة ويسكنون في دمشق ان 18 ألف سني وألفي مسيحي من الطائفة السريانية، كاثوليك وارثوذكس، كانوا يقطنون في القريتين قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منتصف مارس 2011 الا انه لم يبق منهم سوى 300 مسيحي قبل هجوم تنظيم داعش عليها. واشار الخوري الى ان 180 مسيحيا كانوا حتى مساء الخميس في المدينة التي تقطنها غالبية مسلمة على خلاف المدن والقرى المحيطة بها. كما ناشد الخاطفين السماح لمن يرغب من السكان بالخروج من المدينة. وأكد المرصد الآشوري لحقوق الانسان من جهته وجود نحو مائة عائلة سريانية محتجزة من قبل التنظيم داخل المدينة. وخطف ثلاثة مقنعين في مايو الأب جاك مراد رئيس دير مار اليان في المدينة بعد سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الاثرية، ولا يزال مصيره مجهولا. وتحظى مدينة القريتين بأهمية استراتيجية بالنسبة الى تنظيم داعش؛ لوجودها على طريق يربط مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها في 21 مايو بمناطق سيطرته في ريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق، ما يمكن التنظيم من نقل مقاتليه وإمداداته بين المنطقتين، بحسب المرصد السوري.