خطف تنظيم «الدولة الإسلامية» حوالى 230 مدنياً بينهم ستون مسيحياً على الأقل، بعد استيلائهم على إحدى البلدات في محافظة حمص وسط سورية، في وقت اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض النظام السوري ب «تسهيل» سيطرة التنظيم على البلدة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «قام داعش بخطف 170 سنياً وأكثر من 60 مسيحياً بتهمة التخابر مع النظام، ذلك خلال عملية مداهمة لمدينة القريتين التي استولوا عليها الأربعاء». وذكر مسيحيون يتحدرون من المدينة ويسكنون في دمشق أن 18 ألف سني وألفي مسيحي من الطائفة السريانية، كاثوليك وأرثوذكس، كانوا يقطنون في المدينة قبل اندلاع الحركة الاحتجاجية منتصف آذار (مارس) 2011، إلا أنه لم يبق منهم سوى 300 مسيحي قبل هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» عليها. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن التنظيم كانت بحوزته لائحة تضم أسماء أشخاص مطلوبين، إلا أنهم قاموا باعتقال عائلات بأكملها كانت تنوي الفرار. وتحظى مدينة القريتين بأهمية استراتيجية، وفق عبدالرحمن، لوجودها على طريق يربط مدينة تدمر الأثرية التي سيطر التنظيم المتطرف عليها في 21 أيار (مايو) بريف القلمون الشرقي في محافظة دمشق. وقام ثلاثة مقنعين في ايار بخطف الأب جاك مراد رئيس دير مار اليان في المدينة بعد أن استولى التنظيم على مدينة تدمر الأثرية. وقال «الائتلاف» انه «يتابع بعناية التقارير الأخيرة حول اختطاف تنظيم الدولة الإرهابي العشرات من العوائل السورية السريانية من بلدة القريتين في محافظة حمص، فيما يبدو أنها جريمة على خلفية طائفية، باعتبار أن المختطفين هم من العائلات السريانية المسيحية». وإذ دان «الائتلاف» هذه الجريمة التي ارتكبها «التنظيم الإرهابي»، قال في بيانه أنه «يؤكد أن النظام ساهم في تسهيل تلك العملية حيث سيطر التنظيم على البلدة يوم الأربعاء الفائت، إثر اشتباكات وهمية بينه وبين قوات الأسد والمليشيات التابعة لها التي انسحبت من المنطقة لتترك الأهالي لمصيرهم في سيناريو أقرب لسيناريو تسليم مدينة تدمر». وتابع: «إن تسهيل قوات النظام لتقدم تنظيم الدولة وتحديداً في المناطق ذات التنوع الطائفي والعرقي يتم عن عمد لاستغلاله سياسياً؛ إلا أن هذا التقدم بالوقت نفسه يؤكد أن الأسد لم يعد قادراً على حماية حتى الأراضي التي يسيطر عليها»، مؤكداً «أننا سنبذل كل ما هو ممكن من جهود لتحري تفاصيل هذه الحادثة، والعمل على تحرير المختطفين، إضافة لوضع هذه الأعمال وكافة الخروقات والجرائم المرتكبة من قبل تنظيم الدولة ونظام الأسد أمام المجتمع الدولي ومطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه حفظ السلام والأمن في سورية». وقال «المرصد» ان «اشتباكات دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، إثر هجوم للأخير على تلال في محيط مدينة القريتين التي سيطر عليها التنظيم (اول) أمس عقب اشتباكات عنيفة استمرت لساعات وبدأت بتفجير 3 عربات مفخخة في محيط المدينة، وأسفر عن مقتل 37 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومقتل 24 عنصراً على الأقل من التنظيم»، في حين وردت معلومات عن «مقتل وجرح عشرات العناصر من قوات النظام خلال الهجوم اليوم على التلال في محيط المدينة، فيما قصفت قوات النظام مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط منطقة تدمر بريف حمص الشرقي». في الشرق، قال «المرصد» ان «داعش» نفذ مداهمات لعدة مقاهي إنترنت قرب الحديقة البيضاء الواقعة في القسم الشمالي من مدينة الرقة، حيث أكدت مصادر ان «التنظيم اعتقل خلال مداهمته لأحد المقاهي، اثنين من عناصره، واقتادهم إلى جهة مجهولة». وكان عناصر التنظيم نفذوا قبل 3 أيام مداهمات لعدة مقاهي انترنت في منطقة الجميلي وشارع الأماسي بالمدينة. وأشار «المرصد» إلى أن «أمنيين» في تنظيم «الدولة الإسلامية» دهموا عدداً من مقاهي الانترنت، وفتشوها، وقاموا بإغلاق 4 مقاهٍ كانت لا تزال شبكات «واي فاي» موجودة لديها، وتوزع الإنترنت إلى منازل مجاورة للمقاهي، بينما تم إنذار مقاه أخرى بوجوب فك كل النواشر التي تبث شبكة الانترنت إلى المنازل المجاورة للمقهى، وأن تكون الشبكة حصرية داخل المقهى.