سقط أكثر من 600 شهيد وجريح خلال عشرة أيام شهدت تكثيفاً غير مسبوق من طيران الأسد بمساندة من الطيران الروسي في مدينة تدمر، وقالت شبكة شام الإخبارية إن مدينة تدمر التي نعرفها تمحى بكل معنى الكلمة عن الخارطة، والغارات العنيفة جداً دمرت أغلب المنازل وهناك جثث وأشلاء الشهداء لا تزال تحت الأنقاض حتى اللحظة، تم توثيق 80 شهيداً فقط بالاسم حتى الآن ولا يزال نقل باقي الشهداء وتوثيقهم جارياً حتى اللحظة. عمليات الإنقاذ تجري ببطء شديد جراء القصف العنيف والمتواصل، فالمكان الذي يقصف يستحيل الوصول إليه بسبب تكرار القصف عليه مراراً وتكراراً، ما يجعل مهمة إنقاذ الجرحى والمصابين مستحيلة، فيموت من هم تحت الأنقاض. ومدينة تدمر واقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، ما يجعلها خارج الإعلام، ولعدم وجود ناشطين ينقلون المأساة الحقيقية التي تجري في هذه اللحظات، وعدم سماح التنظيم للإعلام الحر بنقل مجريات الأحداث في مناطق سيطرته، وبحسب الشبكة، فإن الجثث تحت الأنقاض وفي الشوارع والطرقات، وتعاني المدينة من نقص حاد وكبير في المواد الطبية والأدوات الجراحية والكوادر الطبية لإسعاف الجرحى، ويكاد يكون المشفى شبه مهجور، ويتم نقل الجرحى والمصابين إلى مدينة الرقة التي تبعد حوالي 300 كم عن مدينة تدمر. وتضررت أجزاء من قلعة تدمر الأثرية في وسط سوريا جراء ضربات جوية كثيفة شنتها قوات النظام مستهدفة هذا الموقع المدرج على لائحة التراث العالمي، وفق ما أكد متخصص في الآثار وناشط متحدر من المدينة أمس. وتعرّض موقع القلعة لقصف جوي مصدره قوات الأسد التي كثفت منذ نحو أسبوع غاراتها الجوية على مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وقال شيخموس علي من جمعية حماية الآثار السورية «تضررت أجزاء من قلعة تدمر نتيجة قصف جوي بالبراميل المتفجرة استهدف القلعة ومحيطها»، من دون أن يتمكن من تحديد حجم هذه الأضرار. وأشار إلى سقوط 13 برميلاً متفجراً على القلعة ومحيطها منذ يوم الإثنين. وأوضح الناشط خالد الحمصي المتحدر من مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، أن القصف «أدى إلى دمار واسع في أسوار القلعة الخارجية، وتضرر 25% من جدرانها». وكثفت قوات الأسد، التي تسلمت وفق مصدر أمني سوري طائرات وأسلحة جديدة من روسيا، غاراتها الجوية منذ أسبوع على مدينة تدمر التي يسيطر عليها داعش منذ 21 مايو الماضي. ورفع التنظيم منذ سيطرته على المدينة رايته السوداء على القلعة التي تحمل تسمية قلعة فخر الدين المعني الثاني المعروفة بقلعة تدمر. ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الثالث عشر. وتعرضت منطقة القلعة لضربات جوية عدة تزامنت مع فتح الطيران نيران رشاشاته على القلعة ومحيطها، ما أدى لأضرار مادية. وأثار تدمير التنظيم الجهادي مواقع أثرية عدة في مدينة تدمر تنديداً عالمياً، خصوصًا بعد تدميره مطلع الشهر الحالي عدداً من المدافن البرجية وتفجيره معبدي بعل شمين وبل في شهر أغسطس، بالإضافة إلى تدميره تمثال أسد أثينا الشهير الذي كان موجوداً عند مدخل متحف تدمر في يوليو. ويؤكد شيخموس علي تعرّض أكثر من 900 نصب وموقع أثري في سوريا للضرر أو تدمير جزئي أو كلي منذ منتصف مارس 2011، تاريخ بدء النزاع الذي حصد أكثر من 240 ألف قتيل.