فخَّخ عناصر تنظيم «داعش» بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في مدينة تَدْمُر التاريخية وسط سورية، بعد شهر من سيطرتهم عليها. وقُتِل عدد من المدنيين وجُرِح آخرون بقصف الطيران أحياء في حلب شمالاً (للمزيد). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن عناصر من «داعش» «زرعوا الألغام والعبوات الناسفة في المدينة الأثرية في مدينة تَدْمُر» التي سيطر عليها التنظيم في 21 الشهر الماضي. وذكر مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أنه «لم تتضح أهداف التنظيم من تفخيخ المواقع الأثرية، وهل يُخطِّط لتفجيرها أم زَرَعَ الألغام لمنع تقدُّم قوات النظام الموجودة غرب تدمر». وزاد ان هذه القوات استقدَمَت في الأيام الأخيرة تعزيزات عسكرية الى اطراف المدينة. وتحدَّث مصدر سياسي في دمشق عن إرسال قيادي عسكري بارز الى المنطقة أخيراً، لقيادة هجوم يهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة تدمُر وعدد من حقول الغاز الرئيسية القريبة منها. وتزامنت تعزيزات قوات النظام الى المنطقة مع شن الطيران السوري غارات منذ ثلاثة أيام استهدفت الأحياء السكنية، وتسبَّبت في مقتل 11 شخصاً وفق معلومات ل «المرصد». وتُعرف تدمُر ب «لؤلؤة البادية» السورية، ودخل المتطرفون في 22 الشهر الماضي أي غداة سيطرتهم على المدينة إلى متحفها ودمّروا عدداً من المجسّمات الحديثة التي تمثِّل عصور ما قبل التاريخ، وتُستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا الأبواب ووضعوا حراساً على مداخل المتحف. وكان مدير «جمعية حماية الآثار السورية» شيخموس علي الذي يتّخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقراً له، أكد في بيان أن «المتحف الأثري في مدينة معرة النعمان تعرّض لأضرار واسعة نتيجة القصف ببراميل متفجرة أُلقِيَت من طائرة مروحية تابعة لجيش النظام (السوري) مساء الإثنين» الماضي. وأشار البيان إلى تضرُّر عدد من اللوحات الفسيفسائية التي كانت في الرواق الشرقي للمتحف. كما تعرّضت لوحتان مستطيلتان تحملان رسوماً هندسية لدمار كبير جداً، ولم تَسْلَم أربع لوحات دائرية الشكل من الضرر، وإن بدرجة أقل. كما تعرّضت أجزاء من مبنى المتحف ومن المسجد الموجود في ساحته لدمار واسع، نتيجة سقوط «برميلين متفجرين». المدير العام للآثار والمتاحف الحكومية مأمون عبدالكريم ذَكَرَ ان لديه «أنباء عن تفخيخ آثار تدمر»، وندّد ب «مأساة» تدمير متحف معرّة النعمان، لكنه امتنع عن تحديد الجهة المسؤولة، علماً أن أكثر من 300 موقع سوري تعرّضت للدمار والضرر والنهب بسبب قصف قوات النظام والمعارك مع المعارضة، خلال أربع سنوات من النزاع، كما أعلنت الأممالمتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2014. وبثّتْ «شبكة حلب الآن» أن عدداً من المدنيين قُتِلوا بقصف حلب القديمة، فيما أشار «المرصد» إلى «سماع دويّ انفجار من منطقة ميسلون ناجم من تفجير نفق، تَلَتْهُ اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعّمة بقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط الحي». وأكد «المرصد» مواجهات بين «قوات النظام والمسلّحين الموالين لها، والفصائل الإسلامية والمقاتلة قرب قرية الدارة المحاذية لمطار الثعلة العسكري، وفي محيط قرية سكاكا التي سيطرت عليها قوات النظام (أول من أمس)، عقب اشتباكات مع تلك الفصائل».