تجمع أكثر من مائة ألف شخص أمس في إسطنبول تنديدا ب «الإرهاب» في وقت تستمر المواجهات الدامية منذ شهرين بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو في كلمة أمام الحشد إن «الأتراك والأكراد إخوة، ومن يريدون إحداث انقسام بينهم هم خونة». والتجمع الذي نظم بناء على دعوة مجموعة منظمات غير حكومية في ضاحية ينيكابي يتخذ شكل لقاء سياسي لصالح أردوغان قبل ستة أسابيع من الانتخابات المبكرة في الأول من نوفمبر. وسمح للمشاركين برفع العلم التركي فقط. وعصب كثيرون منهم جباههم بشريط أحمر كتب عليه «الشهداء لم يموتوا، الوطن لا يمكن أن ينقسم». وكرر داود أوغلو في مداخلته عزم أنقرة على المضي قدما في عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وأكد «إننا دمرنا كل المعسكرات حول جبل قنديل وسنواصل ذلك»، مشددا على أن «التصدي للإرهابيين سيستمر حتى يسلموا أسلحتهم». وسبق أن استضافت ساحة ينيكابي تظاهرات كبيرة لحزب العدالة والتنمية الحاكم ويمكنها استيعاب حتى مليون ونصف المليون شخص. وأطلق المنظمون عديدا من الشعارات لإثارة حماسة المشاركين وبينها «الأتراك والأكراد أخوة» و»نحن ننبذ الإرهاب». وتجددت المواجهات منذ نهاية يوليو بين قوات الأمن التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني، وخصوصا في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية. وأنهى هذا التصعيد مفاوضات السلام التي كانت بدأت نهاية 2012 بين أنقرة والمتمردين الأكراد أملا بوضع حد للنزاع الكردي الذي خلف نحو أربعين ألف قتيل منذ 1984. وجمعت مظاهرة مماثلة أكثر من عشرة آلاف شخص الأسبوع الفائت في أنقرة. ويتهم الرئيس التركي من معارضيه بتأجيج التوتر بين الجيش وحزب العمال الكردستاني سعيا إلى الفوز في الانتخابات التشريعية المبكرة وتعزيز سلطاته الرئاسية.