أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان واشنطن تؤكد «استحالة إمكان الاعتراف، ولو في شكل غير مباشر، بشرعية نظام بشار الأسد»، في وقت توقع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في لقائه الفصائل المسلحة عودة متدرجة للحياة الطبيعة بعد تجميد القتال في حلب شمال سورية. وقالت جوليت توما الناطقة باسم المبعوث الدولي ل «الحياة» ان دي ميستورا عقد في غازي عينتاب جنوبتركيا اجتماعات مع رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة وعدد من قادة الفصائل المسلحة والشخصيات السياسية الناشطة في حلب، بعد لقائه أول من أمس مع رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة. واضافت ان قادة الفصائل المسلحة طرحوا الكثير من الاستفسارات حول خطة «تجميد» القتال في حلب، حيث قدم دي ميستورا أجوبة ومعلومات اضافية وآلية تطبيق التجميد. وأشارت رداً على سؤال الى ان بعض الاسئلة تناول المساعدات الانسانية وعودة النازحين، وسط تأكيد المبعوث الدولي على هذين الامرين وعلى عودة الحياة الطبيعية الى حلب خطوة بعد خطوة. كما زار دي ميستورا مركزاً للاجئين تشرف عليه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اضافة الى لقائه عائلات سورية في جنوبتركيا. ويتوقع ان يزور السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي دمشق في اليومين المقبلين لعرض اطار خطة التجميد على المسؤولين السوريين، على ان يحدد خطته للتحرك المقبل بعد ذلك. في موسكو، أوضح لافروف في حديث لوكالة «نوفوستي» ان الولاياتالمتحدة «لم تطلب منا المساعدة للتواصل مع دمشق بل على العكس، نحن دعوناهم في شكل مستمر الى عدم تجاهل السلطات السورية» في ظروف المواجهة مع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). واضاف ان واشنطن تصر على مواصلة تأكيد «استحالة إمكان الاعتراف، لو بشكل غير مباشر، بشرعية نظام بشار الأسد». وزاد إن واشنطن «تواصل تشويه سمعة الأسد»، مجدداً انتقاد سياسات الولاياتالمتحدة التي «تلوح باستخدام القوة في أي مكان من طرف واحد». وتابع: «لهذا السبب تحديداً لم تتوجه إدارة (الرئيس الاميركي باراك) أوباما الى مجلس الأمن الدولي عند تشكيل التحالف ضد داعش». واعتبر لافروف أن دعوات واشنطن لتوحيد الجهود ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» تبدو «غير مقنعة» في ضوء عدم النظر إلى روسيا كشريك كامل، موضحاً ان «واشنطن لم تنظر إلينا كشريك مباشر في التحالف ضد «داعش»، الذي شكلته وفقاً لقواعدها ومعاييرها، وفي شكل يناسبها، من دون الأخذ بعين الاعتبار القوانين الدولية. وعلاوة على ذلك، وضع أوباما أكثر من مرة روسيا على حد سواء مع «داعش» ووباء إيبولا»، معتبراً انه في ضوء ذلك، فإن «دعوات بعض المسؤولين الأميركيين لتوحيد الجهود لمواجهة إرهابيي تنظيم الدولة لا تقنعنا».