مجرد دورة حول تعلم «مقامات الموسيقى» في جمعية الثقافة والفنون بالرياض أثارت ردوداً واسعة ومختلفة داخل أوساط المجتمع كشفت القناع عن أوجه وعقليات عقيمة لا تزال تفرض قيود قمعها الفكرية والحياتية على المجتمع بأي شكل أو وسيلة. فالموسيقى ليست بالجديد الخارج عن حياة كثير من السعوديين، فقد كانت جزءاً من مناهج معاهد المعلمين سابقاً ومدارسنا الخاصة والأهلية ومدارس رياض الأطفال ولسنوات ماضية وطويلة حتى صدر قرار المنع بعد حرب الخليج الثانية تحديداً وإن كان لا يستند إلى النظام الأساسي للتعليم. دورة تعلم «مقامات الموسيقى» تؤكد أنه لم يعد من السهل تغافل أهمية الموسيقى، وأنه من غير المناسب للجيل الجديد تعمد حذف الأجزاء المتعلقة بعلوم العلماء المسلمين السابقين وجوانب إبداعاتهم في الموسيقى من مناهج التعليم؛ مثل الرازي البارع المتمكن من علم الموسيقى والألحان والعازف على العود وكيف أنه استخدم الموسيقى في العلاج. أعلم أن المطالبة بتعليم «الموسيقى» ضرب من الخيال في مجتمع لا يزال يمتلك مقومات الازدواجية والتناقض وفوبيا الرياضة المدرسية للطالبات، لكن السماح للمعاهد الموسيقية والمدارس الخاصة ومدارس رياض الأطفال بتعليم الموسيقى ضرورة لكل من يرغب في تعليم فنون الموسيقى لأطفاله كجزء من تربية وتنمية الحس والذوق الفني لديهم. * همسة تعلم الموسيقى لا يعني الهبوط ولا يلغي القيم والأخلاق الإنسانية.