أوردت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس أن باريس تدرس تنفيذ عمليات جوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا، قد تتخذ شكل ضربات أو طلعات استطلاع. ورفضت الرئاسة الفرنسية ووزارتا الخارجية والدفاع تأكيد هذه المعلومات. واكتفى الإليزيه بالقول إن الرئيس فرنسوا هولاند سيتحدث يوم غد الإثنين عن هذه المسألة خلال مؤتمره الصحافي نصف السنوي. وناقش مجلس الدفاع في الإليزيه الجمعة خيار التدخل عسكرياً في سوريا. وقالت الصحيفة إن «النزوح المتسارع للسوريين وفشل التحالف (الذي تقوده الولاياتالمتحدة) في دفع «داعش» إلى التراجع في العراق، وأيضاً التعزيز المحتمل للوجود العسكري الروسي على الأرض (هي عوامل) تتسبب في ضغوط على الموقف الفرنسي». وتشارك فرنسا في عمليات التحالف الدولي ضد الجهاديين في العراق، وترفض في المقابل تنفيذ عمليات في سوريا بحجة أن هذا الأمر قد يصب في مصلحة الرئيس بشار الأسد. وقال مسؤول فرنسي رفض كشف هويته أمس أن «سياستنا لم تتبدل والمشاركة في التحالف الذي يتحرك في سوريا أمر غير وارد». لكن مسؤولين فرنسيين أوضحوا أن فرنسا قد تقرر التدخل في سوريا «لأسباب تتصل بالأمن الداخلي» و»في شكل مستقل تماماً». وتعرّضت فرنسا هذا العام لاعتداءات عدة تبناها تنظيم «داعش». وتبقى أولوية باريس في التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة للنزاع السوري تشارك فيها جميع الأطراف باستثناء الرئيس بشار الأسد، وفق المسؤولين أنفسهم. وأضاف هؤلاء أن إيران التي تدعم نظام دمشق وباتت شريكاً دبلوماسياً أساساً بعد توقيع الاتفاق النووي ينبغي أن تضطلع بدور في هذه العملية. ونقلت «لوموند» عن مصدر في الإليزيه قوله «إذا كانت إيران وتركيا والسعودية والنظام السوري والروس والغربيون حول الطاولة، فإن الأمر يمكن أن ينجح». من جهة أخرى، شارك آلاف في تجمع بعد ظهر أمس في باريس دعماً للاجئين تلبيةً لنداء وُجِّه عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ورفع المتظاهرون من مختلف الأعمار لافتات كُتب عليها «افتحوا الحدود» و«حق اللجوء لكل شخص مضطهد» و»نعم لاستقبال اللاجئين». ورفع بعضهم صورة الطفل السوري إيلان الكردي الذي قضى على أحد الشواطئ التركية وأثار موجة تعاطف كبيرة في أنحاء العالم.