الريادة مفهوم يرتبط بعملية تكوين شيء ما مختلف ذي قيمة، عن طريق تكريس الوقت والجهد الضروري، حيث يمتاز رواد الأعمال بكثير من المميزات التي تجعلهم يعاملون كقادة. والريادة تعتبر مصدراً للأعمال الجديدة، وأملاً للشباب المبتكرين والمتطلعين للعب دورهم الخاص في خدمة الاقتصاد والمجتمع، وتحقيق أحلامهم وآمالهم الكبيرة من خلال البدء بمشاريع صغيرة، سرعان ما تكبر وتتنامى حتى تصبح محركات عظيمة لعجلة التقدم. فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. وأكبر الإنجازات في عالمنا كانت في البدء مجرد فكرة أو حلم رائع صغير. الجميل في الريادة في مجال الأعمال والريادة الاجتماعية أنها ترتبط بثلاثة أبعاد، تشمل الابتكارية وتمثل الحلول الإبداعية غير المألوفة لحل المشكلات وتلبية الحاجات، التي تأخذ صيغا من التقنيات الحديثة والمخاطرة وهي عادة ما تحتسب وتدار، وتتضمن الرغبة في توفير موارد أساسية لاستثمار فرصة مع تحمل المسؤولية عن الفشل وكلفته، والاستباقية وتتصل بالتنفيذ مع العمل في أن تكون الريادة مثمرة. يؤكد عديد من الباحثين على أهمية الاستثمار في المجالات المختلفة للمسؤولية المجتمعية، بحيث أصبحت تعد إستراتيجية كونها تجلب منافع كثيرة للمنظمات، كزيادة المبيعات أو تعزيز الصورة الذهنية. وقد أشارت عديد من الدراسات إلى الفوائد المتزايدة التي تجنيها المنظمات الريادية، جراء تبنيها المسؤولية المجتمعية في عملها من خلال إستراتيجياتها التنظيمية، وعددت هذه الدراسات أهم فوائد تطبيق المسؤولية المجتمعية مثل: زيادة إنتاجية الموظفين ورضا المستهلكين وتحسين سمعة المنظمة لدى شرائح المجتمع، وبالتالي زيادة مبيعاتها وارتفاع قيمة أسهم المنظمة وتحقيق الولاء لها وانخفاض عدد الدعاوى القضائية، إلى جانب الفوائد التي حققتها بالنسبة للمجتمع، من خلال تعزيز الصحة والتعليم والمساهمة في التطوير والتنمية وحماية البيئة، والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة. وتتمثل أدوار المنظمات الريادية في تحقيق المسؤولية المجتمعية، من خلال المساهمة المجتمعية التطوعية، التى تلقى اهتماماً كبيراً في معظم دول العالم عبر الهبات الخيرية وبرامج التطوع والاستثمارات المجتمعية طويلة الأمد، في مجالات الصحة والتعليم والمبادرات الأخرى ذات المردود المجتمعي، والقضايا المجتمعية، كما تهتم المنظمات الريادية بمنسوبيها، من خلال التفاعل النشط معهم وتحسين ظروفهم وتعظيم فرص التنمية المهنية لهم ولأبنائهم، فضلاً عن تطبيق إجراءات تقليل استهلاك الطاقة والمخلفات. إلى جانب صدق وسهولة الاتصالات مع عملائها، ومواثيق الشرف وتلبية الاحتياجات وبرامج بناء القدرات، ومساعدة مورديها وموزعيها على تحسين أداء قوة العمل والحد من الضرر البيئي، إلى جانب المشاركة في قضايا التنمية بمفهومها الأوسع من خلال المبادرات المختلفة. السؤال هنا كيف أكون رائداً في الأعمال المجتمعية؟. حيث يجب أن نتفق على أن مفهوم الريادة الاجتماعية تتمثل في استخدام الأساليب الإبداعية والمبتكرة، التى تحقق تأثيرا اجتماعىا واسع النطاق، وهي ريادة أعمال بصفة عامة، ولكن بهدف الوصول إلى تأثير مجتمعي وليس تجاريا. ويتميز رواد الأعمال المجتمعية بأنهم أداة للتغيير، حيث يعملون على التعرف على الاحتياجات الاجتماعية واستخدام الأساليب المبتكرة فى الإدارة، لتأسيس مبادرات ومشاريع للمساهمة في تنمية مجتمعاتهم من خلال أعمالهم بشغف وإبداع، وهنا يجب التنبه لأمر مهم بأن المسؤولية المجتمعية للمنشآت يمكن إطلاقها عبر مبادرات ومشاريع اجتماعية، مع ضرورة أن تؤسس لتحقق النجاح والاستدامة لذاتها وللمجتمع، إلى جانب الأهمية في أن تكون هذه المبادرات جديدة ومبتكرة ولها تأثير اجتماعي تنموي حقيقي. ومهما كانت المبادرات المجتمعية بسيطة في ظاهرها، فإن تجميعها وتلاحمها سيشكل فرقاً بالتأكيد في المجتمعات، لذا يجب عدم الاستهانة بما نفعله وإن كان بسيطاً. فالمبادرات الكبيرة بطبيعتها تولد من أفكار بسيطة. يجب أن يسعى رواد الأعمال لأن يغيروا واجهة الأعمال التجارية والاقتصادية في مجتمعاتهم، من خلال المسؤولية المجتمعية، التي تستثمر الفرص وتوظف الموارد المختلفة وتبتكر الأساليب الجديدة والحلول المبتكرة للمشكلات، للسير بالمجتمع نحو الأفضل. فرواد الأعمال هم أصحاب أفكار إبداعية، انطلقوا من فكرة صنعوا بها مستقبلهم، ويستطيعون الانطلاق من أفكار رائدة لصناعة قيمة وتغيير في المجتمع من خلال الريادة الاجتماعية.