الريادة مفهوم يرتبط بعملية تكوين شيء ما مختلف ذي قيمة عن طريق تكريس الوقت والجهد الضروري، حيث يمتاز رواد الأعمال بالكثير من المميزات التي تجعلهم يعاملون كقادة. وتعد الريادة مصدرا للأعمال الجديدة، وآملا للشباب المبتكرين والمتطلعين للعب دورهم الخاص في خدمة الاقتصاد والمجتمع، وتحقيق أحلامهم وآمالهم الكبيرة من خلال البدء بمشروعات صغيرة، سرعان ما تكبر وتتنامى حتى تصبح محركات عظيمة لعجلة التقدم.. فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأكبر الإنجازات في عالمنا كانت في البدء مجرد فكرة أو حلم رائع صغير. الجميل في الريادة في مجال الأعمال والريادة الاجتماعية أنها ترتبط بثلاثة أبعاد تشمل الابتكارية، وتمثل الحلول الإبداعية غير المألوفة لحل المشكلات وتلبية الحاجات، والتي تأخذ صيغا من التقنيات الحديثة والمخاطرة وهي عادة ما تحتسب وتدار وتتضمن الرغبة لتوفير موارد أساسية لاستثمار فرصة مع تحمل المسؤولية عن الفشل وكلفته، أما الاستباقية فتتصل بالتنفيذ مع العمل في أن تكون الريادة مثمرة. ومنذ أن ظهر مفهوم المسؤولية المجتمعية بشكل ملحوظ وبدأ يأخذ مكانا في 1950، حتى أصبح يظهر جليا في العقد الأخير، وبدأت منظمات الأعمال في إظهار مسؤولياتها المجتمعية بشكل أكثر جدية في إدارة استراتيجياتها والتقارير الاجتماعية لأصحاب المصالح، فضلا عن إبرازها عبر مسميات مختلفة، إذ تشير جميعها إلى المسؤولية المجتمعية مثل المساءلة الاجتماعية والأخلاق التنظيمية، والمواطنة الصالحة وغيرها. وأكد العديد من الباحثين على أهمية الاستثمار في المجالات المختلفة للمسؤولية المجتمعية بحيث أصبحت تعد استراتيجية كونها تجلب منافع كثيرة للمنظمات، كزيادة المبيعات أو تعزيز الصورة الذهنية. وقد أشارت العديد من الدراسات إلى الفوائد المتزايدة التي تجنيها المنظمات الريادية جراء تبنيها للمسؤولية المجتمعية في عملها من خلال استراتيجياتها التنظيمية، وعددت هذه الدراسات أهم فوائد تطبيق المسؤولية المجتمعية مثل زيادة إنتاجية الموظفين ورضا المستهلكين وتحسين سمعة المنظمة لدى شرائح المجتمع وبالتالي زيادة مبيعاتها، وارتفاع قيمة أسهم المنظمة وتحقيق الولاء لها وانخفاض عدد الدعاوى القضائية، إلى جانب الفوائد التي حققتها بالنسبة للمجتمع من خلال تعزيز الصحة والتعليم والإسهام في التطوير والتنمية وحماية البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة. وتتمثل أدوار المنظمات الريادية في تحقيق المسؤولية المجتمعية من خلال المشاركة المجتمعية التطوعية التي تلقى اهتماما كبيرا في معظم دول العالم، عبر الهبات الخيرية وبرامج التطوع والاستثمارات المجتمعية طويلة الأمد في مجالات الصحة والتعليم والمبادرات الأخرى ذات المردود المجتمعي، ويجدر التنويه هنا إلى أن عددا من الشركات متعددة الجنسيات تلتزم بالتبرع بنسبة 1% من أرباحها قبل خصم الضرائب لخدمة القضايا المجتمعية، وتعمل بعضها على إنشاء مؤسسات وقفية لتقديم منح للمنظمات الدولية غير الهادفة للربح أو العاملة في الدول النامية. كما تهتم المنظمات الريادية بمنسوبيها من خلال التفاعل النشط معهم وتحسين ظروفهم وتعظيم فرص التنمية المهنية لهم ولأبنائهم، فضلا عن تطبيق إجراءات تقليل استهلاك الطاقة والمخلفات. السؤال هنا كيف أكون رائدا في الأعمال المجتمعية؟.. حيث يجب أن نتفق على أن مفهوم الريادة الاجتماعية يتمثل في استخدام الأساليب الإبداعية والمبتكرة التي تحقق تأثيرا اجتماعيا واسع النطاق، وهي ريادة أعمال بصفة عامة تتوخى الوصول إلى تأثير مجتمعي وليس تجاريا. ويتميز رواد الأعمال المجتمعية بأنهم أداة للتغيير حيث يعملون على التعرف على الاحتياجات الاجتماعية واستخدام الأساليب المبتكرة في الإدارة؛ لتأسيس مبادرات ومشاريع في تنمية مجتمعاتهم من خلال أعمالهم بشغف وإبداع. ومهما كانت المبادرات المجتمعية بسيطة في ظاهرها فإن تجميعها وتلاحمها سيشكلان فرقا بالتأكيد في المجتمعات؛ لذا يجب عدم الاستهانة بما نفعله وإن كان بسيطا.. فالمبادرات الكبيرة بطبيعتها تولد من أفكار بسيطة. يجب أن يسعى رواد الأعمال لأن يغيروا واجهة الأعمال التجارية والاقتصادية في مجتمعاتهم، من خلال المسؤولية المجتمعية التي تستثمر الفرص وتوظف الموارد المختلفة وتبتكر الأساليب الجديدة والحلول المبتكرة للمشكلات، للسير بالمجتمع نحو الأفضل..