أفاقت مدينة الخبر، صباح أمس، على سحابة سوداءَ استمرّت لساعاتٍ، ولم تتلاشَ من سمائها، بعد الظهر، إلا بتأكيدِ وقوع كارثةٍ حجمها 11 وفاة، و 219 إصابة، نتيجة حريق اندلع باكراً في مجمّع سكني مستأجر من قبل شركة أرامكو السعودية. وعلى مدى ساعاتٍ تسع؛ استنفرت أجهزة الدفاع المدني وطيران الأمن وطيران أرامكو والهلال الأحمر فرق الإطفاء والإنقاذ والمساندة للتعامل مع الحريق الذي بدأ في مواقف سيارات إحدى عمارات المجمع، وتفاقم على نحو متسارع، وامتدّت أدخنته إلى عمارات مجاورة. حالة الاستنفار أُعلنت، أيضاً، فور ظهور المؤشرات الأولى لعدد الضحايا، في الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية ومستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ومستشفى أرامكو السعودية. وفي غضون الساعة الأولى من وقوع الحريق تأكدت فرق الإنقاذ من وجود وفاتين و 20 مصاباً. لكنّ النتيجة البشرية سرعان ما أخذت تكبر ليصل عدد المصابين إلى 30 في الساعة الثانية، ثم 105 إصابات في الحادية عشرة صباحاً، قبل أن يقفز بعد الواحدة ظهراً إلى 6 وفيات و 206 مصابين، ليستقرّ، بعد الثالثة عصراً، عند الحصيلة النهائية: 11 وفاة و219 مُصاباً. وطبقاً لتصريحات الدفاع المدني في المنطقة الشرقية؛ فإن الحريق نشب في قبو البرج رقم (4)، في «سيارات وأثاث، وأدّى تصاعد الدخان الكثيف إلى إعاقة عمليات الإخلاء والإطفاء»، وعقّد عمليات المواجهة، ليتدخّل الطيران العمودي في إنقاذ وإخلاء السكان. وشاركت 35 فرقة إطفاء، و 22 فرقة إنقاذ، واستُخدمت 8 سيارات سلالم لإنزال السكان من نوافذ الأدوار العُلوية. وفي موقع الحدث؛ أقيمت منطقة فرز للمصابين، قبيل توزيعهم على 10 مستشفيات في الخبر والظهران والدمام. وتحوّل حيّ الراكة إلى مسرح حادث مغلق إلى ما بعد الانتهاء من إخماد الحريق وإخلاء السكان وتمشيط الموقع تماماً والتأكُّد من خلوّه. وأعربت شركة أرامكو عن أسفها لما حدث، وأكدت أنها فعّلت خطة الاستجابة للحالات الطارئة المتبعة لديها، مشيرة إلى أن الأولوية تتجسد في ضمان سلامة موظفيها وأفراد عائلاتهم القاطنين في المجمع السكني. وقالت، في بيان، أن الضحايا نُقلوا عبر فرقها إلى مركز أرامكو جونزهوبكنز الصحي بالظهران وإلى عدد من المستشفيات القريبة بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية، فيما تواصل نقل القاطنين في المجمع إلى مرافق سكنية أخرى. النتيجة النهائية للحريق الغامض لم تتضح كاملة حتى لحظة مثول الصحيفة للطباعة، لكنّ المؤشرات ترجّح صورة متشائمة، استناداً إلى كون المجمع السكني خاصاً بالعائلات، وفيه كثير من النساء والأطفال. وتأكدت «الشرق» من وجود ضحايا أطفال.