أطل أمس كابوس الحرائق على المنطقة الشرقية من الخبر وأسفر عن وفاة 11، وإصابة 219 في المجمع السكني لأرامكو، معيدا إلى الأذهان كارثتي خيمة زفاف القديح في 1999 التي قضي فيها 76، وحفل الزفاف النسائي في بقيق 2012 التي خلفت 24 وفاة. أسفر حريق وقع في أحد المجمعات السكنية المستأجرة لشركة أرامكو السعودية بمدينة الخبر فجر أمس، عن 11 حالة وفاة وتسجيل 219 إصابة مختلفة، وتابع أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف الحادث مع الجهات المختصة وأكد على توفير كافة الإسعافات اللازمة للمصابين. وأوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بالشرقية المكلف العقيد علي القحطاني في تصريح صحفي أمس، أن غرفة العمليات تلقت فجر أمس بلاغا يفيد بنشوب حريق في مجمع سكني يقطنه موظفون تابعون لشركة أرامكو، وعلى الفور تمت مباشرة الحريق من قبل فرق إطفاء الدفاع المدني وفرق إطفاء تابعة لشركة أرامكو. إخلاء المحتجزين وأضاف القحطاني أن الحريق انحصر في قبو البرج رقم 4، ما أسهم في انتشار وتصاعد ألسنة الدخان ووصولها إلى الطوابق العلوية، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع الحريق والسيطرة عليه وإخلاء المحتجزين وساكني المجمع عن طريق فرق إنقاذ الدفاع المدني وسيارات السلالم المتحركة وعن طريق طيران الأمن وطيران أرامكو الذي أسهم بشكل فعال في عمليات الإنقاذ، مشيرا إلى أنه نتج عن الحريق 11 حالة وفاة و219 حالات اختناق وإصابات مختلفة بين الخطرة والمتوسطة والبسيطة. من جانبه، أكد المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية عبدالله القبيلي أنه فور تلقي البلاغ تم إرسال تسع فرق إسعافية وفرقتي استجابة المتقدمة، وكذلك مشاركة 10 فرق إسعافية من الجهات الحكومية والمستشفيات الخاصة. وبين القبيلي أن فرق إسعاف الهلال الأحمر قدمت الخدمات الطبية ل52 حالة إسعافية، منها 13 حالة خطرة و28 حالة متوسطة وأربع حالات بسيطة، وتم نقلها إلى مستشفى الحرس الوطني ومستشفى الخبر التعليمي ومستشفى أرامكو ومستشفى الدمام المركزي وعدد من المستشفيات الخاصة. الصحة تستنفر إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة لشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية حالة الاستنفار القصوى في منشآتها الصحية فور الإعلان عن اندلاع الحريق، حيث استنفرت الطواقم الطبية والإسعافية لاستقبال الحالات. وأكدت صحة الشرقية في بيان صحفي أمس، أن المدير العام للشؤون الصحية بالمنطقة وجه بتنفيذ خطة الطوارئ التي يعمل بها في مثل هذه الحالات واستقبال المصابين وتقديم كافة الخدمات الإسعافية والرعاية الصحية لهم، كما أشارت إلى أن وحدات الدم المتاحة في بنك الدم كافية لمواجهة الاحتياجات الطارئة. خطة الاستجابة من جهتها، أكدت أرامكو في بيان لها أمس، أنها فعلت خطة الاستجابة للحالات الطارئة المتبعة لديها، مشيرة إلى أن الأولوية تتجسد في ضمان سلامة موظفيها وأفراد عائلاتهم القاطنين في المجمع السكني، معبرة عن بالغ أسفها لما تسبب به الحادث من وفيات وإصابات. وأشارت إلى أنها بالتعاون مع الجهات المعنية باشرت تحقيقاتها الأولية لمعرفة أسباب الحادث. مخاطر الأبراج من جهته، ذكر رئيس اللجنة الفنية ل"جماعة" وهي لجنة متخصصة في الطوارئ بركة الشمري، أن أبرز المخاطر في الأبراج التي فيها قبو تتمحور في عدة نقاط أبرزها: وجود نظام إطفاء آلي، وأن يتم فحص واختيار هذه الأنظمة للتأكد من أدائها في نفس كفاءتها التصميمية الأصلية، ووجود نظام إزاحة الدخان حسب المعايير المعتمدة، إضافة إلى أن تكون الأبواب والجدران مصممة لمقاومة الحريق. وأشار الشمري إلى أن العوامل الضرورية من أجل إخلاء سليم وفعال للمباني تتضمن وجود خطة طوارئ وإخلاء معتمدة وتدريب جميع العاملين عليها بشكل دوري لا يقل عن أربع مرات في السنة، وإجراء التمارين الوهمية بشكل دوري، وتوافر علامات خروج ضوئية على جميع المخارج بالمبنى تكون مرتبطة بمصدر تيار احتياطي.