على قاعدة «ومن الحب ما قتل» التي أرى أنه يمكن أن نحورها رياضياً لتصبح «ومن التشجيع ما نكب»؛ فالمشجعون والعاشقون لفرقهم كما أنهم قد يجلبون البطولات فإنهم قد يكونون أحد أسباب ضياعها. ومن تابع أصداء مباراة الأهلي والتعاون وما آلت إليه نتيجتها يدرك هذا الأمر جيداً ف«المجانين» لم يستطيعوا أن يتحملوا خيبة الأمل وتعادل معشوقهم وصيف بطل الدوري في الموسم الماضي مع التعاون فضج «تويتر» وامتلأت صفحات «فيسبوك» واشتعلت مجموعات «واتساب» بصرخات المطالبين بإقالة من كانوا يصفونه إلى قبل تلك المباراة ب«الداهية جروس» ليصبح بعد تسعين دقيقة مدرباً فاشلاً يستحق أن يخرج من الباب الصغير. ونسي أولئك المتيمون بحب «قلعة الكؤوس» و«معقل البطولات» أنهم وقبل أشهر معدودات ثارت ثائرتهم حين ذكرت الأخبار أن الاتحاد السعودي يرغب في الاستفادة من خدمات «جروس» في تدريب المنتخب في البطولة الآسيوية ونسوا أنهم تنفسوا الصعداء بعد أن مُنح رمز الأهلي الخالد مدرب الفريق زيادة ليبقى مع الفريق موسما آخر ونسوا أنهم هم من أعد للأصلع السويسري «تيفو» إعجاباً بما صنعه مع الفريق. موجة الغضب التي كان منشأها الصدمة والحرمان طالت أغلب اللاعبين ولم يسلم منها حتى المحترفين الأجانب فوصفوهم بالصفقات الفاشلة وسلطوا سيوفهم على نجوم الفريق المحليين وأجبروا الإدارة على «الجلوس مع جروس». كان يمكن أن يكون كل ذلك منطقياً لو أنه حدث في الجولة السادسة أو السابعة لكن أن يحدث بعد أول جولة وتنقلب القناعات ويتبدل الإعجاب فهنا مكمن الاستغراب. أعلم أن دافع الجماهير فيما حدث هو الحب والعشق والانتماء ولكن ما هكذا تورد الأبل فالمشوار لايزال طويلاً وإن أخفق المدرب في قراءة المباراة، أو اللاعبون في أداء أدوارهم فلا تنصبوا لهم المشانق، وثق عزيز الأهلاوي القاسي أن كل هذا التشاؤم والتبرم سيكون ذا أثر سلبي على فريقك، فما حدث يذكرني بالأب الذي من فرط حبه لولده لا يتورع في عقابه وتأنيبه عند أي خطأ وما علم أنه بذلك إنما ينزع من ابنه ثقته وينعكس ذلك على تصرفاته فتجده مهزوزاً ضعيف الشخصية وهذا ما قد يحدث مع الفريق الذي يعيش تحت ضغط الانتقاد الحماهيري. أحبتي الأهلاويين تفاءلوا وادعموا فريقكم لتزداد ثقته بنفسه وإذا ما استمر في وضعه لأربع أو خمس جولات قادمة فحينها استلوا سيوف نقدكم من غمدها واهجموا على المتسبب هجمة رجل واحد، أما إذا استمر النقد والهجوم من أول مباراة في الدوري واستمرت المطالبات بتغيير المدرب واللاعبين فإن الحل في تغيير الجمهور وليس المدرب!!.