لم أكن أعرف أن هناك عدوا خطرا يكمن بين جنبات نفسي يدعى (الأنا) ولم أكن أعرف أنه يعيق إحساسي بالسعادة الحقيقية بل يتربص بالإطاحة بإنسانيتي ! بل أكاد أصر جازما أن كثيرين مثلي ليسوا على دراية كافية بمعرفة الأنا المستبدة الماكرة حتى شاء الله أن نستمع لبرنامج ومحياي 3 لهذا العام الذي جرى بثه على أكثر من قناة فضائية مع المفكر المبدع الدكتور وليد فتيحي بارك الله في علمه فكانت المفاجآت المعرفية تتابع والاكتشافات تظهر مع كل حلقة تحمل عنوانا جديدا لقد شدنا البرنامج بإمكاناته العالمية في إخراج قل نظيره وفي هذه العجالة من الوقت سأورد قطافا من مقتبسات ومحياي الذي كشف زيف الأنا ووصف لنا العلاج الروحي الذي استقاه من تجاربه الثرية ودراساته المتعمقة، وكذلك ربطه لتلكم النتائج بما سبق إليه العلم الإيماني الآتي من كتاب الله المجيد ومن مشكاة سيد الثقلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكانت أطروحات كتب لها النجاح الباهر في مخيلة من عاشوا متابعين للخمسة عشرة حلقة خلال أيام رمضان المبارك المفعمة بأريحية خاصة. يقول مفكرنا الدكتور وليد ولنا أن نفخر بأن رجلا بين ظهرانينا تصدى لمثل هذه القضية الإنسانية بهذا البعد المتقن متسائلا: عن سبب حرماننا أنفسنا فسحة ونعمة أن نصبح جزءا من النظام والذكاء الكوني والتدبير الإلهي مؤكدا على أن الأنا التي فينا هي التي حرمتنا ذلك بتماهيها مع الأفكار منوها بأن العقل أداة رائعة للتفكير المنطقي وإيجاد الحلول ولكن المشكلة هي أن يعتقد الإنسان أنه هو هذه الأفكار فتصبح هويته فيقولب نفسه في إطار وحدود هذه الأفكار، أن يظنن العالم من حوله أن يُفهم بشموليته بالعقل وحده نعم العقل أداة فاعلة ولكنها يجب أن تبقى خادمة للذات الحقيقية للمصدر لروح الإنسان فالعقل لا يعدو أن يكون انعكاسا لهذا المصدر وبالتماهي مع الأفكار والعقل ينقلب الخادم ليصبح سيداً ويبدأ العقل في تجزئة الحياة هذا لي وهذا لك إنه الانفصال الذي تحبه الأنا وتعيش عليه! أتخيل لو تم تضمين هذه الطروحات السامية بين دفتي كتاب متوالي الأجزاء وأتخيل أن هذا المشروع الإنساني الكبير لن يغيب على المفكر وليد ويطيب لي أن أختم بهذه العبارات التي تكتب بمداد الذهب قررت أن أدخل في كنف هذا النظام الكوني الذكي والتدبير الإلهي وأخرج من الأنا التي فيّ ألا أدعها تحجبني في نطاق محدودية الذكاء العقلي سأعمل على إضعاف الأنا التي زيفت لي حقيقة الكون من حولي وأوهمتني أني منفصل عن كل من حولي (وفي العبارة هذه القادمة يكمن الانتصار على الأنا) سأحب لغيري ما أحب لنفسي في قولي وفي فعلي وأن أكون بما في يد الله أوثق مني بما في يدي وأنه على قدر ما نفعل على قدر ما سنجد النظام الكوني من حولنا يعمل بنا ومعنا ولنا إنه الخروج من محدودية عالم الأخذ بالأسباب في قوله تعالى ( كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا) حيث يستوي فيه الجميع المؤمن والكافر الملتزم والعاصي كل على قدر أخذه بالأسباب التي وضعها الله للعباد وأنا أتمنى لهذا المفكر مزيدا من العطاء ففي حديثه صمام الأمان للبشرية عودوا إلى حلقاته في اليوتيوب ستجدون الطمأنينة المنشودة والرقي الحضاري والرفعة الإنسانية.