تقول الحكاية إن فتاة مسكينة عادت إلى منزلها حزينة باكية، وعندما سألتها أمها عن سبب حزنها وبكائها ترددت ثم قالت، إنها تعرضت للتحرش أثناء تسوقها في أحد المحلات، غضبت أمها وأخبرتها ألا تخبر أباها، لأنه لو علم سيمنعها من الخروج ثانية إلى السوق، وحتى تنسيها وجعها طلبت منها أن تنظف المطبخ، وشرعت في شطفه وترتيبه وتنظيفه، بناء على أوامر الأم، وقضت كامل يومها هناك. وحينما أنهت عملها وجلست لترتاح محاولة أن تتناسى ما حدث معها صباحا في المجمع التجاري، والكلمات النابية التي سمعتها من ذلك الشاب المستهتر، لاحظت أن هناك مصباحا قديما يقع في إحدى خزانات المطبخ لم يستخدم منذ مدة طويلة. مدت يدها نحو الخزانة وتناولت المصباح القديم لتقوم بتنظيفه تنفيذا لوصية أمها. لكن – وعلى عادة القصص والروايات – خرج من المصباح دخان كثيف ليتحول إلى مارد عملاق. ابتسم المارد، وفرح بخروجه من سجنه، وتنفس الصعداء التي افتقدها لقرون طويلة، وقال للفتاة على عادة القصص: - شبيك لبيك.. اطلبي وتمني فالعالم أصبح الآن بين يديك. الفتاة المذهولة لم تستوعب ما حدث في البداية، لكن المارد المبتسم، عاد وكرر، دون أن ينظر في وجه الفتاة التي أخرجته من السجن: - «شبيك لبيك العالم بين إيديك». عادت الحياة إلى وجه الفتاة المرعوبة، وقالت في نفسها، لابد أن باب السعادة قد فتح الآن وعليها استغلاله جيدا، فثلاث أمنيات كفيلة بتغيير المستقبل، فقالت للجني: - أريد قانوناً لمنع التحرش ومعاقبة المتسببين. نظر المارد العملاق إلى الفتاة، فاكتشف أنها مسكينة، فقهقه قائلا: - لم يتبق علي إلا أن أحقق هذه الأمنية المستحيلة، التي أخشى إن قمت بتحقيقها تكون الثانية هي قيادة السيارة والتجول في شوارع المدينة دون رائحة السائق الهندي؟! حينها نظر المارد إلى الفتاة، وطلب منها أن ترتدي عباءتها وحجابها، لأنه يخشى على نفسه من الوقوع فيما تسميه هي «تحرشا» ويسميه هو حقاً من حقوقه!! هكذا انتهت الحكاية التي تتكرر في كل سوق وبيت، حيث نظل في انتظار المارد الأقوى ليحقق الأمنية. وكما يقول المثل (المتعوس متعوس لو علقوا على رأسه فانوس)، صحيح أن بعض المتعوسين تغيرت أحوالهم، لكنه استثناء ل القاعدة.