تصوروا.. ماذا يمكن أن يكون عليه حالنا، لو ظل الناس يقبضون مرتباتهم (حضورياً) من البنك أو من أمين الصندوق؟! وتصوروا أطوال الطوابير الخرافية في الشوارع الأصلية والفرعية.. أكيد أن الأخيار والأشرار، والأسوياء وغير الأسوياء على السواء، سيخوضون معارك يومية في صراع من أجل البقاء..! قبل أن تطل على حياة الناس مكائن الصرف الآلي وبطاقاتها جاءت مكينة المياه الغازية والعصائر. تلقمها الريال وتختار شرابك المفضل فتكركر المكينة وتزمجر كأنها مارد مصباح علاء الدين، يقول لك: «شبيك لبيك.. عصيرك بين يديك»! ثم توالى المردة وانتشروا في الأرض.. أصبحنا نراهم عياناً بياناً ويروننا، على غير عادة شيطان زمان، الذي كان متوارياً عن الأنظار! يسهرون اليوم على راحتنا..يخدموننا في الشر.. يفعلون ذلك طائعين، بعد أن زاد شرنا عن شرهم.. وعظم كيدنا وفاق كيدهم! تغير حال (شوشو) وحال قبيله وعياله، بعد أن تغيرت موازين قوى الشر لصالح الإنسان.. ابتكر ألواناً من الأذى لم تخطر ببال الجن والعفاريت! إن كنت يا صاحبي في شك من ذلك فاسأل العارفين ببواطن الأمور، ومنهم على سبيل المثال فرق الشباب الذين تطوعوا لتنظيف شواطئنا، فوجدوا فيها أشكالاً وألواناً من أذى الإنسان لأخيه الإنسان..! حتى الموت لم يرحهم الأحياء في قبورهم.. استباحوا حرمتهم دون أن يطرف لهم جفن أو يرتعش وجدان! أرأيت يا صاحبي ماذا فعل الإنسان بالشيطان؟!