احتفظت معظم الأندية السعودية لكرة القدم بأجهزتها الفنية في خطوة مهمة، وغير مسبوقة، بحثاً عن الاستقرار، حيث قررت فرق النصر، والأهلي، والهلال، والفتح، والتعاون، والخليج، وهجر، والقادسية، والوحدة، التمسك بمدربيها بعد النجاحات التي حققتها في الوقت الذي استعانت فيه فرق الاتحاد، والشباب، والفيصلي، ونجران، والرائد، بطواقم فنية جديدة لعدم قناعتها بعمل المدربين السابقين، الذين لم يحققوا آمال وتطلعات القائمين عليها. النصر بطل الدوري للموسم الثاني على التوالي مدد عقد مدربه الأورجوياني خورخي داسيلفا، موسماً جديداً بعد أن قاد الفريق إلى الاحتفاظ بلقب الدوري، وبلوغ نهائي مسابقة كأس الملك، الذي خسره أمام الهلال بركلات الترجيح. وبعد النجاحات الكبيرة التي حققها في الموسم الماضي تمسكت إدارة الأهلي بالمدرب السويسري كريستيان جروس، الذي توِّج بلقب أفضل مدرب في الموسم الماضي بعد أن حقق مع الفريق لقب مسابقة كأس ولي العهد على حساب الهلال قبل أن يُنهي الدوري دون خسارة، مكتفياً بمركز الوصافة خلف النصر. ووجد الهلال ضالته في المدرب اليوناني جيورجوس دونيس، الذي نجح في فترة وجيزة لم تتجاوز 4 أشهر من انتشال الفريق من الضياع الفني، وأعاده إلى الواجهة في الدوري قبل أن يقوده لبلوغ الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا، ويحقق معه لقب مسابقة كأس الملك على حساب النصر. وجدد الفتح عقد مدربه التونسي ناصيف البياوي، رغم بدايته السلبية مع الفريق قبل أن ينجح في نهاية الموسم في قيادته إلى المركز السادس، الذي فتح له المجال للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية. وسار جاره هجر على نفس المنوال، حيث جدد عقد مدربه المونتينيجري نيبويشا يوفوفيتش، بعد نجاحه في بقاء الفريق ضمن صفوف الكبار للموسم الثاني على التوالي إثر احتلاله المركز العاشر. وسارع الخليج لتجديد عقد مدربه التونسي جلال قادري، موسماً آخر عقب النتائج الجيدة والمستويات المميزة التي قدمها في الموسم الفائت، وساهمت في استمرار الفريق ضمن صفوف الكبار في إنجاز غير مسبوق. ومدد القادسية عقد مدربه التونسي جميل قاسم، موسماً جديداً بعد أن قاده لاحتلال موقعه الطبيعي بين الكبار، والتتويج بلقب دوري الدرجة الأولى، وهو ما ينطبق على الوحدة بعد أن أبقى على مدربه الأورجوياني خوان رودريجيز، الذي تسلم الفريق في مرحلة مفصلية، وقاده بنجاح للصعود إلى دوري الأضواء، متخطياً كل العراقيل التي كادت أن تعصف بأحلام الفرسان. وقطع التعاون الطريق على الأندية الراغبة في مدربه البرتغالي جوزيه جوميز، وجدد عقده موسماً آخر بعد النقلة النوعية التي أحدثها في الفريق، وانعكست إيجاباً على مستواه ونتائجه. أما الاتحاد، الذي حل رابعاً في الدوري، وودع موسمه خالي الوفاض، فقد فسخ عقد مدربه الروماني فيكتور بيتوركا، وتعاقد مع مواطنه لازلو بولوني، طمعاً في إعادة توهجه، وتحقيق النتائج المرجوة منه، لا سيما أن الفريق تنتظره مشاركة مهمة في دوري أبطال آسيا بعد غيابه عن البطولة في الموسم الماضي، وهو الذي يحمل لقبها مرتين عامي 2004 و2005. ونجح الشباب في التعاقد مع المدرب الأورجوياني ألفارو جوتيريز، أملاً في إعادة الفريق إلى وضعه الطبيعي بعد أن قدَّم في الموسم الفائت واحداً من أسوأ مواسمه نتيجة غياب الاستقرار الفني الذي أضر به كثيراً. وأعاد نجران المدرب التونسي فتحي الجبال، الذي سبق له الإشراف على فريق الفتح لمدة 8 مواسم، وتوِّج معه بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، ويأمل الفريق الجنوبي أن يجد ضالته في الجبال، ويساهم معه في تحقيق بعض الأهداف المرسومة. وتعاقد الرائد مع المدرب الجزائري عبدالقادر عمراني، الذي قاد مولودية بجايةالجزائري للفوز بكأس الجزائر، وذلك سعياً إلى احتلال مركز مرموق بعد أن نجا من الهبوط في الموسم السابق في الأمتار الأخيرة. وجلب الفيصلي المدرب الروماني ليفيو كيوبتاريو، لإصلاح ما أفسده البرتغالي أنتونيو أوليفيرا، الذي ساءت معه نتائج الفريق، وتلقى هزائم قاسية، وتأمل إدارة النادي في أن يعيد المدرب فريقها إلى وضعه الطبيعي كأحد الفرق القوية في بطولة الدوري. ومن خلال الأسماء التدريبية في الموسم الجديد فإن المدرسة المغاربية فرضت وجودها على الساحة بقوة من خلال وجود 5 مدربين، 4 من تونس، وواحد من الجزائر، مقابل وجود 3 مدربين من الأورجواي، ومدربين من رومانيا، ومدرب واحد من كل من سويسرا، واليونان، ومونتينيجرو، والبرتغال.