رفضت جامعة نجران كل المطالبات بإلغاء العام الدراسي الجديد، واعتبرت أن الوضع في المنطقة لا يستدعي اتخاذ إجراءات استثنائية تصل إلى حد الإلغاء الكامل، متعهدةً بتوفير الحماية للمنسوبين والدارسين، فيما دعا طلاب وطالبات إلى تدخل وزير التعليم، الدكتور عزام الدخيل، لإقناع إدارة الجامعة باعتبارهم ناجحين دون اختبارات أسوةً بما تمَّ خلال حرب الخليج الثانية. وأعلن المتحدث باسم جامعة نجران، الدكتور زهير العمري، تمسُّك إدارة الجامعة ببدء الدراسة في كل أقسامها في ال 8 من شهر ذي القعدة المقبل. وطمأن العمري أولياء الأمور بالتعهد بالالتزام بتدابير السلامة المناسبة حرصاً على حياة الطلاب والطالبات، مؤكداً تولِّي إدارة الأزمات داخل الجامعة متابعة التدابير والأوضاع الأمنية وتحديد مقار آمنة تماماً للدراسة الاختبارات. في الوقت نفسه؛ أفاد المتحدث بوجود أربعة خيارات أمام الطلاب والطالبات وهي الانتظام أو التعليم عن بعد أو الدراسة بنظام «الطالب الزائر» في جامعات أخرى أو التأجيل. ونفى في تصريح ل «الشرق» تجاهل الجامعة استفسارات الدارسين، وأكد إنشاء الجامعة حساباً على موقع «تويتر» لتلقي التساؤلات والشكاوى والرد عليها ليُضاف إلى حساب آخر باسم المتحدث الرسمي، مبيِّناً أن مدير الجامعة، الدكتور محمد الحسن، تابع الاستعدادات للعام الدراسي الجديد بنفسه ووجَّه المنسوبين بالمباشرة في ال 10 من شوال الجاري قبل بدء المباشرة في مختلف جامعات المملكة حرصاً على إتمام إجراءات استقبال الدارسين. في سياقٍ متصل؛ انتهت جامعة نجران من حل مشكلة تسرب المياه في مبنى كلية العلوم الخاص بالطاليات. وأبلغ الدكتور زهير العمري بانتهاء المشكلة تماماً بما يحول دون وقوع أي تماس كهربائي، ولفت إلى مباشرة منسوبات الكلية عملهن من داخل المبنى بعد تعديل وضعه، مؤكداً قرب صدور بيان يوضِّح إجراءات السلامة المتبعة. بدورهم؛ اتهم طلاب وطالبات إدارة الجامعة بتجاهل تساؤلاتهم ما استدعى إطلاقهم وسم (#طلاب_جامعة_نجران) على «تويتر» للوصول إلى الوزير عزام الدخيل. ودعا طالب، شارك في الوسم وتحدَّث ل «الشرق»، إلى استثنائه وزملائه من الاختبارات واعتبارهم ناجحين أسوةً بما تمَّ خلال حرب الخليج الثانية، لافتاً إلى عدم قدرة بعض الطلاب على تحمل تكاليف نظام «الطالب الزائر». واعتبر طالب آخر أن «الجامعة تعاقبنا ولا تراعي شعورنا»، وقال «الوضع النفسي السيئ لن يمكِّننا من خوض الاختبارات، خصوصاً مع إقرار جدول تعجيزي لها، فلم يقتصر الأمر على رفض طلب الاستثناء». ونبَّهت طالبة إلى وجود موانع كالمحرم والتكلفة المادية تحول دون سفرها وزميلاتها لإتمام الدراسة في جامعة أخرى بنظام «الزائر»، وأبدت ثقتها في نجاعة الإجراءات الأمنية والوقائية في نجران، لكنها رأت أن الأمر يستدعي مزيداً من الحذر. وتحدث ولي أمر طالب وطالبة في الجامعة عن عدم قدرته على نقلهما إلى جامعة أخرى كون وضعه المادي لا يتيح ذلك، وقال «أنا رجل كبير في السن، وابني الأكبر مرابط والآخرون إما صغاراً أو بنات ولا أستطيع أن أسافر بابنتي للدراسة في مدينة أخرى لأنه لا يوجد لدى عائلتي مَنْ يتولى رعايتها في غيابي، ولكون وضعي المادي لا يسمح بتحمل تكاليف السفر والإقامة في مدينة أخرى». وتعهد ولي أمر طالبة أخرى بعدم السماح لها بالانتظام في الدراسة، واتهم إدارة الجامعة بالاستهتار بحياة الدارسين، محذراً من «كارثة قد تطال مبنى كلية العلوم بعد امتلائه قبل أيام بمياه متسربة ما يشير إلى احتمال حدوث تماس كهربائي». وشدد «لن أسمح لابنتي بالانتظام في الدراسة، وهناك أسر أخرى اتخذت القرار نفسه حرصاً على حياة أبنائها»، داعياً وزير التعليم إلى إصدار قرار استثنائي باعتبار الطلاب ناجحين. وكانت الجامعة قد أجَّلت عدداً من اختبارات نهاية العام الدراسي الفائت، وقررت عقدها خلال الأسابيع المقبلة. وعلى الرغم من إتاحة القرار فرصةً أمام الدارسين لمزيدٍ من التحصيل؛ اشتكى بعضهم من طول مدة التأجيل واعتبروا أنهم خرجوا عن أجواء الاختبارات بما يستدعي إيجاد حل بديل.