«هاورد ويب» هذا ليس عنواناً لشركة أجنبية على جادة طريق الملك فهد بالرياض، كما أنه يقيناً ليس عقاراً طبياً عند اللزوم، والأرجح أيضاً أنه ليس إحدى الماركات التجارية التي ملأت الأسواق، إنما هو أحد الحلول التي ارتآها الاتحاد السعودي لكرة القدم لتطوير التحكيم المحلي. منصب البريطاني هاورد ويب المُعلن عنه سلفاً مدير دائرة التحكيم، وحتى لا يباغتني أحدكم بسؤال حول مهام هذا الرجل في هذه الدائرة أو ما سيتقاضاه مقابل هذه المهمة، فإني أطلب منه مراجعة ماذكره رئيس لجنة الحكام في معرض حديثه قبل وبعد اختتام معسكر الحكام. رئيس لجنة الحكام وعبر تصريح أكد على نجاح معسكر الحكام السنوي بدنياً وقانونياً عبر البرامج اللياقية والمحاضرات والتطبيقات الميدانية، واستدرك ما نسبته %2 من إجمالي عدد الحكام مازال يُعاني استيعاب بعض فقرات القانون. يُحمد للاتحاد السعودي لكرة القدم حرصه على تطوير الحكم السعودي، ويُحمد له تحسين الأوضاع المادية للحكام، ولا يُنكر أحد أن بعض النماذج الموجودة تُبشر بخير رغم عدم تفرغها الكامل، ولكي تكتمل الدائرة وتنجح فإن درجة حماية أجساد هؤلاء الحكام من التشكيك والتجريح يستلزم صرامة وقوة حد الإبعاد. أعي تماماً فداحة أخطاء الحكام، ولا أريد استجرار قصص وأحداث مؤلمة في هذا الجانب، ولا يغيب عني جدلية التحكيم الموسمية، لكن حل كل ليس في دائرة السيد هاورد كما يظن بعضهم، بل بتعاون الجميع خاصة القائمين على الأندية والإعلام. الاتحاد السعودي أقر حكماً سعودياً في نسختين سابقتين للسوبر لكنه غض الطرف هذه المرة، وربما يكون وراء الحدث رغبة في «برطنة» السوبر أو اشتراطات تسويقية أو رغبة من مخرج المباراة، وفي كل الأحوال يُعد مُناقضاً لرغبة مُعلنة على لسان رئيس الاتحاد في دعم الحكم المحلي. الاتحاد السعودي لكرة القدم سمّي دائرة التحكيم وسمّي مسؤولاً عنها السيد هاورد، بغية النهوض بالتحكيم نحو الأفضل، لكنه تغافل والله أعلم عن ازدواجية في المهام مُتوقعة خاصة عند الحكام والرأي الرياضي العام. قليل من الوضوح والشفافية وتوزيع للمهام والأفكار ومن يعمل تحت إدارة من، حتى لا يضحك علينا هاورد وجماعته.