أعلنت حركة أحرار الشام، التي هي جزء من جيش الفتح، الذي يتصدر المعارك ضد قوات الأسد وحلفائها، في بيان، عن توقف المفاوضات التي كانت تجريها مع وفدٍ إيراني، بشأن تأمين حماية المحاصرين في مدينة الزبداني، وذلك نظراً لإصرار الوفد على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين، وتهجيرهم إلى مناطق أخرى. وأكدت الحركة في بيانها، أن الزبداني هي أول خطوة في آخر مرحلة ستنتهي في الغوطة الشرقية، لتفريغ دمشق وما حولها من المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان مما سمته ب «الوجود السني». وأشارت الحركة، إلى «أن إصرار إيران على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين ما هو إلا خطة لتفريغ دمشق وما حولها وكل المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان من الوجود السني». وشددت على أن المفاوضات، التي مثّلت بها فصائل المعارضة الموجودة في الزبداني، تجاوزت حدود الزبداني وتجاوزت مسؤولية الحركة لتصبح قضية سوريا، معتبرة أنها «أكبر صخرة في مواجهة مشروع التقسيم والتهجير الطائفي في سوريا». وحذرت الحركة جميع فصائل المعارضة السورية من تكرار ما حصل لملوك الطوائف والمماليك، مطالبة جميع الفصائل دون استثناء بإشعال الجبهات، ولاسيما في دمشق وما حولها. وكانت حركة أحرار الشام ووفد إيران قد التقيا في تركيا، لخوض مفاوضات حول إيقاف الهجوم العسكري، الذي يقوده نظام الأسد وحزب الله، على الزبداني منذ قرابة 33 يوماً، مقابل أن توقف فصائل المعارضة، قصفها لقريتي «الفوعة – كفريا» المواليتين في ريف إدلب. وقالت نائب رئيس الإتلاف السوري نغم غادري ل «الشرق»: إن هذه ليست المرة الأولى، التي تتفاوض إيران بشكل مباشر مع فصائل عسكرية سورية، وأن النظام تنازل في عدة مفاوضات عن ذلك للإيرانيين، وأكدت أن النظام أوكل بشكل كامل قيادة كثير من الجبهات والمفاوضات لإيران، وأشارت إلى أن قرية الفوعة الموالية للنظام في ريف حلب، التي يحاصرها الثوار، باتت مستعمرة إيرانية وأن جميع السوريين من أبنائها غادروها، وقالت الغادري إن الأسد تنازل بشكل كامل عن السيادة لإيران وخطابه الأخير كان دليلاً على ذلك عندما قال إن الأرض لمَنْ يدافع عنها وليس لسكانها أو حاملي جوازات سفرها، وقالت الغادري إن النظام لم يعد سيد نفسه، وأن أي قرار لا يتخذ قبل موافقة حكام طهران عليه، وأكدت الغادري أن النظام يقوم بعمليات تجنيس لأعداد كبيرة من الإيرانيين، وأنه بصدد منحهم أراضٍ وربما مناطق كاملة قد تكون قرى وبلدات أو مدنناً كاملة بعد إفراغها من سكانها، وحذرت الغادري من ازدياد الوجود الإيراني العسكري والبشري داخل سوريا ومن عمليات تهجير قسرية للسوريين وإحلال إيرانيين مكانهم، خاصة أن الأسد يأمل بمساعدات مقابل تسليم أراضٍ لإيران، من أجل مواصلة حربه على السوريين.