كثرت في الحقبة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي وتعددت استخداماتها ومميزاتها. ولا شك أن لكل موقع إيجابياته وسلبياته. ومن ضمن هذه المواقع التي تصدرت القائمة برنامج «سناب شات»!! هذا البرنامج الذي يعد الآن الأكثر شيوعاً واستخداماً في قائمة البرامج المدرجة. دراسات تشير إلى أن السعوديين يحتلون المرتبة الثانية في العالم في استخدام هذا البرنامج. لكن السؤال يتمحور حول كيفية الاستخدام وماهيته؟ أغلب من يستخدم هذا البرنامج لا يسعى لهدف معين أو إبراز قيمة خلف ما يصوره للعامة. فمثلاً سيدات المنازل وربات البيوت والفتيات أغلب ما يقمن بتصويره هو ملخص لقائمة أعمالهن في الحياة اليومية، وكأن هناك تقييماً وراء هذه الأعمال والمشاوير التي يصورنها. من ناحية أخرى هنالك أيضاً تصوير خصوصياتها مع زوجها وكأنه لم يعد لحياتنا أسرار.. ولم يعد لنا حرمات. ماذا يعني حين تصور المرأة أوقات خروجها مع زوجها. ماذا يعني أيضاً أن تكتب تاريخ ذكرى الزواج والهدايا التي يجلبها لها. ماذا يعني أن تصور إحداهن سيفون الحمام وهو مكسور، والأخرى تصور حجرتها وهي مبعثرة!! أليس ذلك من دواعي الفراغ!؟ ومن دواعي «الفضاوة» التي لا طائل منها!! قبل فترة وجيزة وأنا أتصفح تويتر وجدت تغريدة كُتِبت على هذا المنوال «البيوت أسرار» انتهى زمن المثل هذا. (الحين لو انكسر صحن صوروه سناب) فعلاً إن كل ما كُتِبَ في هذه التغريدة يتماشى جداً مع واقعنا الذي لم يعد يهمه سوى بث الملخصات اليومية للعامة، الذي يتضح من خلاله أنه ليس له هدف واضح من الاستخدام، وأنه لم يعد برنامجاً بل وباءً منتشراً وبشكل عنيف. لو فرضنا أننا جعلنا لاستخدامنا هدفا واضحا وميزة تميزنا عن باقي الدول، وبما أننا بلد الحرمين الشريفين وبلد تتمركز فيه أهمية الدين ونشره. فخير مثال على ذلك الشاب السعودي الذي أقنع شركة «سناب شات» بضرورة ظهور سناب مكة ضمن السنابات العالمية تحت مسمى مكة لايف، حيث أثمرت هذه التجربة بدخول عديد إلى دين الإسلام ونشر صورة مشرقة ومشرفة لنا ولديننا السمح. ماذا لو صنع كل واحدٍ منا تجربة تعكس هدفه ويبثها للعامة من خلال طرح سناباته، بدلاً من عرض ملخص لحياته اليومية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. لا تجعلوا من استخدامكم للبرامج ومواقع التواصل أضحوكة ومضرباً للمثل في «الفضاوة».