- مما يستحق الإشادة والتقدير؛ مبادرات بعض الأسر والقبائل لتحديد المهور، وتخفيض كلفة الزواج قدر الإمكان، فيما لا يزال هناك من يصر على التعسف والجشع والإجحاف؛ حيث يصل المهر إلى ما يقارب 100 ألف ريال، يدفعها الشاب «الغلبان» لوالد الفتاة «باهظة الثمن»، ثم عليه أن يكدح لاستئجار «عش الزوجية» وتجهيزه بشق الأنفس، كأولى بشارات التعاسة والشقاء، ومواصلة الجهد والعذاب لتوفير تكاليف حفل الزواج ذات مساء، مما جعل مجرد تفكير الشباب في مفارقة العزوبية والإقدام على مغامرة الزواج نوعاً من التهور و»الانتحار الاقتصادي»، في ظل غياب دور أهل الرأي والعقل والمشورة، وتجاهل مؤسسات المجتمع والجهات ذات العلاقة، فلا عجب بعد ذلك من ظاهرة العزوف عن الزواج، ولا غرابة في تزايد أرقام إحصاءات العنوسة والطلاق..! -كما تجدر الإشادة بمحاولات بعض العقلاء، لمحاربة الإسراف غير المقبول في ولائم الأعراس؛ بالحث ابتداءً على الاقتصاد في تلك الحفلات، امتثالاً لتعاليم الشرع الحنيف: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ثم بتقديم المقترحات والمبادرات الخلّاقة، لحفظ ما يفيض من تلك الولائم والنعم، وتكريمها عن الامتهان، ومن ذلك ما اقترحه أحد الفضلاء في رسالةٍ انتشرت في أحد برامج التواصل الاجتماعي؛ حيث يشير إلى فكرة إلزام كافة «قصور الأفراح والاحتفالات» وما شابهها، بتوفير «ثلاجاتٍ خاصة» لحفظ فوائض الموائد والولائم، تمهيداً لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بعد تجهيزها وتنظيمها، بالإضافة إلى دعم جهود الجمعيات الخيرية التي تهتم بمثل هذه المبادرات الرائعة، وكل ذلك بهدف حفظ النعمة وشكرها، ومحاربة العبث والإسراف. ختاماً؛ متى يعف الجشعون عن المبالغة في المهور؟!، ومتى يكف المسرفون عن العبث بالنعم قبل أن تزول؟!