قتل وجرح عشرات المدنيين في مدينة سوروتش التركية قرب الحدود السورية، في أول هجوم انتحاري ينفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» في هذه المنطقة، ومعظم الضحايا شبان من «اتحاد روابط الشباب الاشتراكي» كانوا يقيمون احتفالاً في المدينة قبل أن يجتازوا الحدود للمساعدة على إعادة إعمار عين العرب (كوباني) التي طردت وحدات «حماية الشعب الكردي» تنظيم «داعش» منها في مطلع هذا العام. وفرض مقاتلو المعارضة السيطرة شبه الكاملة على مدينة الحسكة شرق سورية بينما قطع تنظيم «داعش» شبكة الإنترنت في الرقة، وقتل 70 مقاتلاً من النظام و «حزب الله» وفصائل المعارضة في معارك الزبداني شمال غربي دمشق قرب حدود لبنان. (للمزيد) ووقع التفجير الضخم ظهر أمس في حديقة مركز ثقافي في سوروتش جنوبتركيا على بعد عشرة كيلومترات من مدينة عين العرب السورية (كوباني). وقالت وزارة الداخلية التركية إن «هجوماً إرهابياً وقع في مدينة سوروتش في شانلي أورفة». وأشارت إلى مقتل 30 وجرح مئة، فيما أعلن رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة، أن «العناصر الأولى للتحقيق تكشف عن أن الانفجار هو اعتداء انتحاري قام به داعش». وفي حال تأكدت مسؤولية «داعش»، سيكون هذا الهجوم الأول الذي يقع على الأراضي التركية منذ ظهور التنظيم. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارة إلى الشطر الشمالي من قبرص: «نحن في حداد بسبب عمل إرهابي أوقع عشرات القتلى والجرحى. أندد وألعن باسم شعبي مرتكبي هذه الوحشية»، مضيفاً: «تجب إدانة الإرهاب بغض النظر عن مصدره»، داعياً إلى «حملة دولية لمكافحة الإرهاب». من جهته، قال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان، إنه «يدين العملية الإرهابية»، مجدداً «حرص سورية على سلامة تركيا ووقوف السوريين إلى جانب الشعب والحكومة في تركيا من أجل التصدي لمثل هذه الأعمال التي جاءت في محاولة لاستهداف أمنها واستقرارها». وبعد وقت قصير على التفجير في سوروتش، وقع تفجير آخر بسيارة مفخخة قرب حاجز أمني لمقاتلين أكراد جنوب عين العرب. وقال نشطاء أكراد إنه ناتج عن انفجار بقايا ذخائر في المدينة، فيما أشار «المرصد» إلى تفجير انتحاري. وقال «المرصد» إن عناصر «داعش» دهموا مقاهي الإنترنت في الرقة وأزالوا محطات بث الإنترنت منها، لافتاً إلى أن قيادياً تونسياً في «داعش» وخمسة متشددين أجانب آخرين، قتلوا في غارة جوية قرب مدينة الحسكة المجاورة للرقة. وزاد: «لم يعرف ما إذا كان الهجوم الجوي في محافظة الحسكة نفذته مقاتلات النظام أو التحالف» الدولي. وفي ريف حلب، قال «المرصد» إن الطيران السوري شن ست غارات على مدينة منبج، ما أسفر عن مقتل أكثر من 21 مدنياً، فيما قال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردي ريدور خليل أمس، إن الأكراد يسيطرون «في شكل شبه كامل على الحسكة» على حساب «داعش» وقوات النظام، مضيفاً: «النظام منهار ولم يستطع حماية المدينة، وبقاؤه بات رمزياً في نقاط محدودة. مخارج المدينة ومداخلها بالكامل تسيطر عليها الوحدات» الكردية. في الجنوب، قتل حوالى سبعين مقاتلاً من الفصائل المعارضة للنظام و «حزب الله» في مدينة الزبداني منذ بدء عملية عسكرية واسعة فيها قبل أكثر من أسبوعين، وفق «المرصد»، لافتاً إلى استمرار المعارك في المدينة التي تشرف على طريق دمشق- بيروت.