حينما أفكر بمشكلة الازدحام المروري الذي يعاني منه سكان مدينة الرياض وما يحدث في ساعات الذروة من اختناقات مرورية وأفواج المركبات الطويلة التي تغص بها شوارع المدينة، وهدير منبهات السيارات لسائقين غاضبين وساخطين من هذا الزحام أشعر بالإحباط. ثم أفكر بالخيارات المتاحة أمامي فإما الخروج لإنجاز أعمالي في أماكن لا تبعد عن منزلي سوى بضعة كيلومترات وتحمّل الزحام الخانق لمدة ساعتين، أو اختيار تأجيل الأعمال ليوم آخر. وأحلم أحيانا بأن أمتلك بساطا سحريا كما في قصص علاء الدين ينقلني حيث أرغب بعيداً عن الازدحام المروري والتلوث الذي يملأ الأجواء من عوادم السيارات. وتخطر أحيانا في ذهني فكرة ولّدها الخوف من ساهر وهي أن يبتدع مخترع ساهر كاميرات مراقبة جوية فيمسك بسيارتي الفضائية وأضطر لدفع مبالغ هائلة. إن حالة التذمر المنتشرة بين سكان العاصمة سببها الضغط النفسي المستمر الناشئ من الزحام وتأخر الموظفين والطلاب عن أعمالهم ومدارسهم وهو ما يؤثر سلبا على أدائهم، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والربو. ويعاني المرضى وجرحى الحوادث من تأخر وصولهم للمستشفيات، إذ محاولة اختراق سيارات الإسعاف لتلك الأفواج من المركبات التي تمتلئ بها الشوارع مهمة شبه مستحيلة، وقد يستغرق الوصول للمستشفى ساعة وربما أكثر، وهو وقت مهم وحساس لحالات بعضها يحتاج تدخلا طبيا سريعا. نحن بحاجة ماسة لحل مشكلة الازدحام المروري فالمدينة مقبلة على زيادة في عدد سكانها البالغ حاليا 4,9 مليون نسمة مما يستدعي البدء في مشروع مترو الأنفاق، وهو الحلم الذي طال انتظاره حتى تستطيع المدينة استيعاب كل هذه الأعداد من البشر، وكذلك لحل مشكلة الازدحام التي تقض مضجع معظم سكان العاصمة والقادمين إليها بغرض العلاج والسياحة، وسرعة تطوير قطاع النقل بين العاصمة وبقية مناطق المملكة. فهل هناك من مسؤول ينصت لشكوانا؟