اللهم ارحم واغفر للأمير سعود بن فيصل أمير السياسة والإنسانية، مات في العشر الأواخر، وفي ليلة الجمعة، يحبه كثير من الناس ولديه قبول من الجميع؛ حيث يُلاحَظ هذا من التأثر الواضح من قبل الناس بوفاته سواء من داخل المملكة العربية السعودية أو في الدول العربية والإسلامية وكذلك في الدول الصديقة، حيث كان يعمل -رحمه الله- من أجل الإنسانية وتكوين شبكة للعلاقات الدولية أساسها حرية الإنسان وعدم اضطهاده. إن الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- نموذج للسياسي الناجح والمتمرس والخبير في العلاقات الدبلوماسية خلال فترة طويلة من العمل الجاد والمثمر، مما جعل كثيراً من السياسيين ينتهجون طريقته ويتعلمون منه كثيراً، وقد كان له -رحمه الله- جهود ملموسة وبناءة أثناء عمله وزيراً للخارجية؛ حيث كانت له مواقف خالدة في الذاكرة حول القضية الفلسطينية ودافع عنها في كثير من الميادين الإقليمية والدولية، كما كان له موقف حاسم من العدوان العراقي على دولة الكويت، وساهم في تحريرها عبر الجهود السياسية التي قام بها مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، كما كان له موقف متميز في الأزمة التي مرت بها دولة البحرين وساهم بشكل كبير في احتوائها عبر الجهود الديبلوماسية مع كثير من الدول القريبة والبعيدة. كان الأمير سعود بن فيصل -رحمه الله- ضد قيام الشعوب العربية على حكوماتها، وكان مع الحوار والديمقراطية في احتواء المشكلات مهما عظمت، وكان ضد الإبادة والعنف للبشر، حيث وقف -رحمه الله- ضد ما يقوم به الرئيسان الليبي والسوري ضد أبناء شعبيهما، ونادى بوقف الأعمال الإرهابية في سوريا والعراق التي راح ضحيتها كثير من الناس ولايزالون مع الأسف يضحون ببعضهم بعضاً. رحمك الله يا من ملكت القلوب والعقول بأعمالك النبيلة لوطنك وللأوطان العربية والإسلامية والصديقة، لم يفقدك أبناء وطنك فقط وإنما فقدتك جميع دول العالم؛ فقد كنت صقر العلاقات الديبلوماسية والسياسية، ولكن ستبقى ذكراك في العقول والأفئدة كما بقيت ذكرى والدك -رحمه الله- جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.