نتفق جميعنا جملة وتفصيلا على اختلاف الطرح الدرامي الخليجي هذا العام، ودرجة التنافس الكبير بين الأعمال المحلية والخليجية إلا أن الكتاب ما زالوا يدورون في دائرة مفرغة بقضايا مستهلكة ولكن بتطور محوري أكبر ومختلف. القضية تكمن في تكرار الخطوط العريضة للأعمال الدرامية بعيدا عن التجديد وملامسة المختلف من قبل الكتاب فالقضايا هي كالمعتاد لا تبعد عن « التفحيط، والمدارس، وعقوق الوالدين، والطلاق، والحب، والسلف، والفساد» بالرغم من أنني اتفق تماما مع من يقول أن تكرار هذه القضايا هو أمر طبيعي فهي خطوط واسعة وعريضة يمكن محاكاتها بأكثر من طريقة إلا أننا إذا أمعنا النظر فعلا فيما يطرح على الشاشة لاستطعنا إيجاد عديد من المقارنات والأعمال المشابهة في الأعوام السابقة ولم نجد تجديدا حقيقيا في محاكاة الخطوط المستهلكة أبدا. باعتقادي أن المجتمع المحلي والخليجي يحتوي على كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية والدينية والرياضية يمكن محاكاتها بطرق أفضل مما تم هذا العام خصوصا وأننا نجد في كل عام اتساعا في محاور هذه القضايا بشكل لافت للنظر. إن غياب التمرس في إجازة النصوص والكتاب في الخليج جعلت كتابة النصوص الدرامية مهنة من لا مهنة له، فلا يوجد متمرسون ولا أكاديميون ولا متخصصون وإن وجدوا لم يجدوا فرصاً حقيقية في تقديم أعمالهم بسبب عدم وجود لجان متخصصة تستطيع تقييم قدرات هؤلاء وإعطاءهم ما يستحقون من فرص. كل ما أتمناه ويتمناه كل غيور حقيقي وطامح هو إنتاج درامي خليجي حقيقي هادف وله رسالة سامية ولكن ذلك لن يتم أبدا إن لم يكن هناك دعم حقيقي من الجهات ذات العلاقة ولن يتم ذلك حتى تصبح لنا نقابات متخصصة معنية بالمهن الفنية من كتاب ومخرجين وممثلين، حتى نستطيع تقديم محتوى فني هادف منافس لما يطرح على الساحة الفنية العربية. في نهاية المطاف كل ما أطالب به بأن يُعطى لذوي المواهب فرصة حقيقية في إبراز أنفسهم بعيدا عن التمسك بالأقلام المنتهية الصلاحية التي أربكت الإنتاج الخليجي كل عام.