تواصلت المعارك في محيط مدينة تدمر (وسط سوريا) بين القوات النظامية ومسلحي تنظيم «داعش» المسيطرين على المدينة الأثرية، بينما قُتِلَ 15 مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال وامرأة حامل في مدينة حلب (شمالاً)، في وقتٍ توقعت الأممالمتحدة ارتفاع عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى 4.27 مليون لاجئ بنهاية العام الجاري. وباتت القوات النظامية على بعد خمسة كم غرب تدمر، إذ تقدمت بغطاءٍ من الطيران الحربي وخاضت قتالاً عنيفاً ضد مسلحي «داعش»، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر. وتوقّع مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، دخول جنود النظام إلى المدينة في أي وقت، وقال «إنهم غير بعيدين منها والمنطقة التي تفصلهم عنها هي منطقة صحراوية». وأشار عبدالرحمن، في إفادةٍ صحفية أمس، إلى «حركة نزوح للمدنيين من المنطقة هرباً من الغارات الجوية التي تكثفت خلال الأيام الماضية». ولم ترد حصيلة لضحايا المعارك أو القصف الجوي. وكان «داعش» قد استولى على تدمر في 21 مايو الفائت متقدماً من معاقله في دير الزور شرقاً والرقة شمالاً، ما أثار مخاوف من قيامه بتدمير آثارها المصنفة دولياً كما فعل في مناطق أخرى خضعت لسيطرته في سوريا والعراق. ورغم ورود تقارير حول تدمير تمثال واحد على الأقل، لم يتم الإبلاغ حتى الآن عن إحداث أضرار كبيرة في الآثار. وفي تطورٍ ميداني آخر؛ أحصى مرصد حقوق الإنسان 15 قتيلاً مدنياً على الأقل بينهم أربعة أطفال وامرأة حامل مساء أمس الأول في حلب بعد قصفٍ بالبراميل المتفجرة من قِبَل طيران الأسد، ما دفع معارضين إلى الرد بإطلاق قذائف صاروخية. وتحدث المرصد عن قصفٍ ببرميل متفجر على منطقة في حي كرم البيك (شمال شرق حلب) أسفر عن مقتل 15 مدنياً على الأقل. ونقل عن مراسليه الميدانيين أن جميع الأطفال المقتولين تحت سن العاشرة وأن البرميل أصاب مبنى في الحي خلال وقت الإفطار. وشاهد مصوِّر لوكالة الأنباء الفرنسية في المكان رجالاً يصرخون وهم ينقلون جثة فتى مدماة قبل أن يغطّوها ببطانية بيضاء، في وقتٍ كان آخرون ينقلون جريحاً بدت عليه علامات الصدمة. وذكر المصور أن مسعفين كانوا يحاولون شق طريق لهم بين الأنقاض وفي الظلمة، بينما كانت أصوات الانفجارات وصفارات سيارات الإسعاف تتعاقب. ووصف أحد المسعفين الحالة ب «مأسوية»، متحدثاً عن «أشخاص مفقودين». ومنذ نهاية عام 2013؛ يقصف النظام بشكل شبه يومي الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، ما أثار تنديداً دولياً. وغالباً ما ترد الفصائل بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام بالقذائف الصاروخية. وبدأت المعارضة المسلحة في ال 3 من يوليو الجاري هجوماً واسعاً على حيين في غرب حلب، وتمكنوا من الاستيلاء على مركز عسكري كبير. وبدأ النزاع في سوريا في مارس 2011، وتطور إلى حرب أهلية أوقعت مئات آلاف القتلى. وقدَّرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة بأكثر من أربعة ملايين، متوقعةً وصوله إلى 4.27 مليون مع نهاية العام الجاري. ودعا رئيس المفوضية، أنطونيو جوتيريس، إلى «دعم هؤلاء السكان»، واعتبر أنهم يعيشون في أحوال مريعة ويغوصون بشكل أعمق في الفقر. ووفقاً للمفوضية؛ يقيم معظم اللاجئين السوريين في لبنانوالأردن والعراق ومصر وتركيا، التي تستضيف عدداً منهم يفوق أي بلد آخر ويبلغ 1.8 مليون لاجئ. وفي حين طلب نحو 270 لاجئاً سورياً الإقامة في أوروبا؛ وصل عدد النازحين في داخل سوريا إلى 7.6 مليون شخص. ويعيش حوالي 86% من 630 ألف لاجئ سوري في الأردن تحت خط الفقر البالغ 3.2 دولار في اليوم، فيما يقيم أكثر من نصف السوريين اللاجئين في لبنان، وعددهم الإجمالي 1.173 مليون في أماكن إيواء دون المستوى المطلوب.