سيكون شعورك قاسياً جداً حينما يخبرونك أن من قتل أهلك وأطفالك الصغار هم أنصار الله أو أحبابه أو جماعاته المنتشرة في كل مكان.. لا لشيء إلا لأنك موقن أن الله في عليائه بريء من انتساب القتلة إليه، وأن هؤلاء «السفلة» هم مجرد كائنات بلهاء دخيلة على قيم الحياة العالية التي وضعها الله وأرسى قواعدها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. حينما تشاهد الأخبار في هذه الأيام النحسات؛ فسيضحكك حد البكاء أن أنصار الله يقتلون أحباب الله بدم بارد، وأن أحباب الله يقتلون أحزاب الله بدم أبرد، وأن أحزاب الله الملاعين في كل أرض وتحت كل سماء يقتلون عباد الله الضعفاء المسالمين البسطاء، ويستبيحون أعراضهم وأموالهم باسم الله وعلى بركته دون رادع!! أحباب الله يحرقون مسجدك ودكانك الصغير والدار التي تُؤويك، وتكون تهمتك العظيمة هي الشك في انتمائك لأحد أحزاب الله أو جماعاته، وحينما تنكر الانتماء لأي من هؤلاء المجانين فسيعاملونك كمرتد عن الإسلام أو كصليبي كافر يجب قتله.. فأي ملهاة نعيشها ونورثها لأولادنا في المستقبل؟! حينما يضيع دمك ومستقبلك وأحلامك وأهلك بين أحباب الله وأحزاب الله؛ فتأكد أنك في عالم غير صالح للحياة، وأن كل ما تفعله على هذه الجغرافيا الدموية هو مجرد إضاعة للوقت والعمر في ما لا يفيد؛ أبداً لا يفيد، وأن عليك البحث عن مخرج آمن بأي شكل ولا مخرج سوى بالوقوف «الجماعي» ضد القتلة. بكل أسف وبمنتهى الحزن لقد أصبح حلم المستضعفين في هذا العالم العربي المسحوق والملغم بالحروب الطائفية؛ هو أن يعيشوا في بلاد لا أنصار لله فيها ولا أحباب ولا أحزاب؛ كي يأمنوا على مساجدهم وبيوتهم وأعراضهم وأطفالهم ولو ساعة من نهار!!