لفتت باقة ورد حمراء أعين حضور الأمسية الشعرية التي أحياها عبدالمحسن اليوسف، وأحمد عائل فقيهي، وإبراهيم زولي، والتي أدارها الدكتور محمد حبيبي في قاعة الأمير فيصل بن فهد بأدبي جازان ليلة أمس الأول، ليرد اليوسف الوردة بأحسن منها للأنامل التي أهدته تلك الباقة، قائلاً: إليك أهدي هذه القصيدة يا سيدة “الفل”. بينما صارح الشاعر إبراهيم زولي الحضور أن فترة انقطاعه عن الشعر، والتي دامت لأكثر من ثماني سنوات، كانت بسبب ما تعرض له الشعر والحركة الشعرية “من الضرب تحت الحزام من الماء حتى الماء”. فيما تذكر أحمد عائل فقيهي زميله الراحل محمد الثبيتي حينما لاقاه في مهرجان جرش الشعري مادحاً إياه بأنه أخلص للشعر والإبداع. الأمسية الشعرية لم تكن كلها شعراً فحسب، بل كانت مزيجاً من الآداب التي نثرت كباقة الوردة قبالة الشاعر اليوسف على طاولة المسرح، حيث طعمها الحبيبي بالسير الذاتية للشعراء والأسئلة التي كان ينتظرها الجمهور حين كفاهم عناء السؤال. ولم ينسَ اليوسف قصيدته التي تشبه إيقاع فن الدانة الفرساني، حنيناً إلى موطنه (فرسان)، والحنين ذاته الذي لم يقاومه فقيهي حين رحل على هودج الريح منادياً “يا حادي العيس”، وزولي الذي بدا ثائراً يبحث عن “قوس الصباح” في أمسية طال غيابها عن أدبي جازان. وختمت الأمسية بقراءة نفس – فلسفية للشعراء، وقصائدهم، مستوحاة من حركاتهم على المسرح، ولم تسلم منها حتى اهتزازات الرؤوس، وإيماءات الوجوه، وفلتات الأصابع من الدكتور إبراهيم أبوهادي.