اعتاد أهالي محافظة جدة الاستمتاع بالمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية على ساحل البحر الأحمر، كما هو الحال الآن، خلال أيام شهر رمضان المبارك، الذي يحرص فيه بعض الأهالي على تناول الإفطار على شواطئ البحر، بصحبة الأقارب والأصدقاء. وسلطت «واس»، الضوء على هذه العادة، التي طالما عرفت عن سكان وأهالي عروس البحر الأحمر، واستطلعت آراءهم ومشاعرهم، التي جعلت من شاطئ البحر شريكاً لهم في جميع المناسبات، التي يعيشونها كل عام. وعبر خالد الرياني عن سروره البالغ عند تناول طعام الإفطار على كورنيش جدة، حيث يشعر وعائلته بالارتياح، لأن اللحظات التي يقضونها على الشاطئ تساعد في الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، وصخب المدينة، مشيراً إلى أن جودة الخدمات بالكورنيش، تزيد من فرص استمتاع مرتادي الشواطئ بهذه اللحظات، مثل الأماكن المخصصة للعائلات وللشباب، وباقي الخدمات الأخرى. وأفاد عمرو القثمي، بأن قضاء بعض الأوقات الرمضانية على شاطئ البحر، مثل الإفطار أو السحور، تمكن من زيادة التواصل والتكافل الاجتماعي، من خلال الممارسات الخيرة، التي يرجو فيها الأهالي الأجر، حيث يبادرون بتقديم الطعام والماء لبعضهم بعضاً، أو للعمالة الموجودة هناك. ونوه بالحضور اللافت والمتميز لكبار السن، عبر تواصلهم الجميل مع بعضهم بعضاً خلال تلك اللحظات، مضفين أجواء اجتماعية غاية في البساطة والجمال، وتجسد مدى ضرورة التلاحم بين أفراد المجتمع، وهو الأمر الذي يحتاج لأن يتنبه له الشباب، ويتخذوا من هؤلاء الآباء قدوات، ومن ممارساتهم نماذج يحتذى بها، في أيام الشهر الفضيل بشكلٍ خاص، وفي باقي الأيام على وجه العموم. وذكر علي البيشي أنهم يلتقون في كل يوم جمعة من شهر رمضان للإفطار على ضفاف البحر، الذي أصبح المكان الملائم للتواصل، وإعادة الذكريات المتعلقة بالموائد الرمضانية، التي تعد في المنازل، وتحتوي على السمبوسة واللقيمات والسوبيا والعصائر وغيرها من الوجبات الخاصة بشهر رمضان المبارك. وبيَّن سعود الجابري أن الإفطار على شاطئ البحر عادة وتقليد يأسر الكبار والصغار، عبر مشاركة العائلات المأكولات التقليدية المتنوعة، التي يلزم أن تكون بينها مأكولات شعبية، تأتي من مختلف البيوت علي شكل وجبات تقليدية متوارثة، لافتاً إلى أن ما يميز أيام الشهر الفضيل زيادة ملامح التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة، الذي يرتسم مع الاستماع بغروب الشمس على شاطئ البحر. وأبان أحمد الحربي بأن بحر جدة لا يزال شاهداً على سلوكيات تقليدية يتمسك بها السكان بحب واستمتاع وقناعة، حيث يحرصون على الاجتماع على ضفاف البحر، ويبدو التعاون عنواناً بارزاً لمثل هذه المناسبات الاجتماعية، مشيراً إلى أن ما يميز هذه التجمعات يكمن في حجم المشاركة، حيث تأتي الأسر بمختلف الأصناف من المأكولات التقليدية والحلويات والفواكه، ما يضفي على الجلسات الرمضانية الدائمة أجواءً بهيجة لا تنسى، مؤكداً أن أهالي جدة يحرصون على الحضور مبكراً إلى الكورنيش للاستمتاع بمشهد البحر قبيل الغروب، واختيار المكان المناسب للجلوس وتناول الإفطار، والاستمتاع بأجواء بحرية تعمها الألفة والتواصل. ورأى أحمد باجلي، أن سبب توافد أعداد كبيرة من الزوار والمصطافين إلى البحر في رمضان، هو لتميز المكان والأجواء المحيطة به بملامح أسرية وعائلية واجتماعية محببة إلى النفوس، مشيراً إلى حرص المتنزهين على النظافة العامة، وعدها ممارسة حميدة وإيجابية، تزيد من فرص استمرار توافد الزوار إلى المكان، ما يضمن ديمومة هذه العادة والتقليد الجميل.