عندما كان ناصر الشمراني لاعب الهلال مرافقا للمنتخب في أستراليا، تلفظ عليه مشجع فما كان من اللاعب إلا أن بادله الشتم ثم تهجم عليه، وسارع بعض الإعلاميين – ربما بدوافع التعصب الرياضي – إلى جعل المشجع ضحية وبطلا فأجريت معه اللقاءات ونال نصيبا من الشهرة، وقليل جدا ًمنهم من تطرق إلى سوء سلوكه. عوقب اللاعب ولم يعاقب المشجع. فكانت النتيجة أن تكررت الحادثة بصورة أكبر، وكان ضحيتها هذه المرة 3 من لاعبي النصر ولاعب من الهلال بعد مباراة كأس الملك، إثر تحرش مشجعين وانفعال اللاعبين. وقد يكثر المتحرشون، وتزيد هذه الأفعال قريبا ما دامت نتائجها مضمونة وعواقبها مأمونة. نفس الشيء يحدث في التعاملات بين الموظفين والجمهور، يستفز مراجعٌ موظفا، فإذا انفعل صوّر انفعاله وخروجه عن طوره. الأصل أن يكون التعامل بين الطرفين قائماً على الاحترام المتبادل، فمن يخرج عن السلوك القويم منهما يعاقب ويتحمل المسؤولية. لذلك تضع إدارات لافتات عند موظفيها تحذر المراجعين من عدم احتمال أي بادرة عنف لفظي أو بدني تجاه موظفيها، فمن واجب الإدارة حماية موظفيها ومراجعيها كذلك من أن يخطئ أحدهما تجاه الآخر. وينبغي أن تلم كل شخصية عامة أو مسؤول أو موظف بمهارات التعامل مع الجمهور، وأولها الصبر والاحتواء، وأن تكون هناك قواعد عامة للتصدي للحالات الخارجة عن حدود الذوق والأدب للحد من انتشارها.