تمكن فريق طبي سعودي في مستشفى د.سليمان الحبيب في القصيم، من إنهاء معاناة مريضين مصابين بعقم، أدى بالأول لتأخر الإنجاب لفترة امتدت إلى 13 عاماً، بينما بلغت معاناة الثاني ست سنوات. حيث أجريت لهما عملية نوعيّة لاستخلاص الحيوانات المنوية من الخصية عبر تقنية الميكروسكوب الجراحي (Surgical Microscope)التي تتم لأول مرة في منطقة القصيم. وأوضح استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم، الحاصل على الزمالة الكندية الدكتور صالح بن صالح، أن المريضين راجعا عيادة أمراض الذكورة وعلاج العقم في مستشفى د.سليمان الحبيب بالقصيم، بعد رحلة علاج طويلة تنقلا فيها بين عدد كبير من المراكز ولكن دون جدوى، حيث تم إجراء الفحوصات التشخيصية الدقيقة لهما، التي أظهرت انعدام الحيوانات المنوية بالسائل المنوي لديهما مع ضمور في الخصيتين. وتابع «تمت دراسة حال المريضين وتقرر إجراء عملية جراحية دقيقة للتفتيش في الخصية عن الحيوانات المنوية واستخلاصها، مشيراً إلى أن كل عملية استغرقت قرابة الساعتين باستخدام الميكروسكوب الجراحي (Surgical Microscope)، تم فيها مسح الخصية وأخذ عينات ثبت فيها وجود حيوانات منوية حية مكتملة، وتم استخدامها في عمليات الحقن المجهري فيما بعد. وأشار استشاري المسالك البولية وأمراض الذكورة إلى أن تلك العمليات تتم بنظام اليوم الواحد، ويغادر المريض المستشفى دون الحاجة للتنويم، مؤكداً أن استخدام الميكروسكوب الجراحي (Surgical Microscope) يحتاج إلى خبرة تدريبية من جانب الطبيب المعالج والفريق الطبي، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون المستشفى مزودا بالتجهيزات اللازمة لمثل تلك التدخلات النوعية. وأعرب بن صالح عن سعادته بتمكن الفريق الطبي من إنهاء معاناة المريضين، مشيراً إلى أن استخراج الحيوانات المنوية من الخصية بالميكروسكوب يعد أحدث طريقة طبية للبحث عن الحيوانات المنوية في الحالات التي لم تنجح فيها الطرق الأولية، أو أخذ خزعة تقليدية من البربخ أو الخصية في الحصول على حيوانات منوية من المريض، موضحاً أنها تختلف عن العينة التقليدية العشوائية بأنها تتسم بدقة عالية، ولاتتسبب في أضرار جانبية على أنسجة الخصية على المدى البعيد، وتعتمد نتيجتها على حالة الخصية الإنتاجية، التي قد تصل في حالات الضمور أو الفشل التام إلى نتائج إيجابية بمعدلات تبلغ 30%.