ما هو مصير الأقليات في سوريا بعد رحيل بشار؟.. هذا سؤال غبي جداً يتكرر هذه الأيام من بعض المحللين المحسوبين على النظام السوري، وهو غبي لأنه يقوم على فرضية أن بشار كان حامياً نبيلاً للأقليات ومدافعاً شريفاً عنهم؛ بينما الحقيقة أنه لا يوجد ديكتاتور في العالم كله يحمي أحداً إلا نفسه ومصالحه، وبشار من هذا الصنف النفعي بامتياز. كل ما يقوم به بشار الآن هو عملية ابتزاز قذرة ومتواصلة للأقليات وتخويفهم بالبراميل من البديل القادم الأكثر توحشاً وضيق أفق بزعمه، وكأنه باسم الله ما شاء الله كان حاكماً عادلاً وحريصاً على جميع أفراد الشعب، أو ديمقراطياً نزيهاً يختل ضميره من أدنى خطأ.. مع كل ذلك فالحقيقة المرة أن بعض الأقليات وتحديداً جزء كبير من الأقلية العلوية توحشت بشكل كبير في عهد بشار؛ بل وشاركوه في جرائمه عن قناعة وهؤلاء مجرمون مثله، ولا شك أن العقاب سينالهم بعد انتصار الثورة، وما سؤالهم عن المصير والمستقبل هذه الأيام إلا خوفاً من تسديد الفواتير باهظة الثمن. في العادة يقوم الديكتاتور المنتمي للأقلية بجعلها تتوحش في عهده ويحاول جاهداً أن يربط مصيرها بمصيره، وحينما تتوحش هذه الأقلية وتربط مصيرها بالديكتاتور فعليها أن لا تسأل عن مستقبلها بعد نهاية الجولة الكبرى من التوحش والقذارة.. ما حدث في سوريا أن الأقلية هي التي حمت بشار وليس العكس، ولكن إلى حين قريب بإذن الله.