مدخل: يقول الألمان:"الشباب يؤمنون بأشياء كثيرة خاطئة بينما الشيوخ يشكّون في أشياء كثيرة صحيحة". في سؤال موجع غرّد به أحد المعلقين في تويتر على المقال السابق"تسليم راية التوحش من طالبان إلى داعش" يقول: متى سمعتم أن داعشيّاً سورياً أو عراقياً فجّر نفسه؟ إنهم يلعبون بأبنائنا بل جعلوهم عبارة عن قنابل متحركة. حرّضني هذا السؤال على الكتابة لكم يا شباب بلادي.. يا من تُمثلون مع الشابات النسبة الكبرى من تعدادنا السكاني. هذه النسبة تحسدنا عليها مجتمعات وبلدان العجائز ويعتبرونها الثروة الحقيقية التي تفوق قيمة البترول وغيره من الثروات، إذ أنتم من سيقود الأمّة مستقبلاً لمواصلة مسيرة النماء والتطور. أيها الشباب: حتى تعرفوا مدى قيمتكم هل سألتم أنفسكم لماذا أصبحتم في بؤرة اهتمامات المنظمات والتكوينات الإرهابية كالقاعدة وداعش والنصرة والإخوان المسلمين؟ ولماذا يدغدغون عواطفكم ويستثيرون رقيق مشاعركم ونخوتكم بزعم الانتصار للدين والدين عنهم وعن أفعالهم براء؟ الجواب الذي يخفونه عنكم موجود في دساتيرهم السريّة وأجنداتهم الخفيّة. هاكم ما ورد في دستورهم (إدارة التوحش): "الشعوب هي الرقم الصعب الذي سيكون ظهرنا ومددنا في المستقبل وعلى أن يكون في هذه الخطة ما يكشف أكاذيب وحيل العدو(...) ويرسّخ انطباع الصدق عنّا عند الشعوب. هذه الخطة الإعلامية عندما تواكب مرحلة إدارة التوحش بصفة خاصة هدفها أن تطير جموع الشعوب إلى المناطق التي نديرها خاصة الشباب..إلخ ". نعم... إنهم ينصبون لكم الفخاخ بالنصب عليكم. ثم يخططون عليكم بهذه الطريقة الخبيثة: "في مرحلة شوكة النكاية والإنهاك نحتاج لاستقطاب الأخيار من (شباب) الأمة وأفضل وسيلة لذلك هي العمليات المبررة شرعاً وعقلاً – حسب زعمهم – أعلى درجات التبرير بحيث تبرر العملية نفسها بنفسها، ولكن لوجود الإعلام المضاد يصعب إيجاد مثل هذه العملية وإن كان من الممكن أن نقوم بذلك عندما نصل لمرحلة شلّ هذا الإعلام وذلك يحدث عندما ترتقي المجموعات وتتصاعد وتكثف العمليات وعندها يعجز الإعلام عن متابعتها وتشويه أهدافها". أيها الشباب: إنهم يراهنون عليكم كوقود لحربهم القذرة ونراهن على وعيكم وفطنتكم بالأحابيل. يعولون عليكم كقنابل تفجير رخيصة الثمن وليس كبشر مُصانة أرواحكم لكم آمال وطموحات مشروعة. يكذبون ويكذبون ثم يكذبون حتى يصدّق السذّج أكاذيبهم على أنها حقائق. يشعلون في أرواحكم شرارة التشدد يليه التطرف الديني وصولاً لتكفير المجتمع وتحريم المباحات ثم أخيراً الدخول في نفق اللاعودة (الإرهاب). فليحفظكم الرب ويحمي البلاد.