أعلنت وزارة الصحة تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، فيما أظهر إحصاء تَراجُع عدد ضحايا الفيروس في المملكة خلال الأسبوع الفائت مقارنةً بالأسبوع الذي سبقه، في وقتٍ واصلت السلطات في كوريا الجنوبية تسجيل إصابات جديدة بالمتلازمة بالتزامن مع تحذيرات تلقَّتها من منظمة الصحة العالمية. وأفادت «الصحة»، في إفادة على موقعها الإلكتروني أمس، بإصابة مواطنة (55 سنة) من مدينة الهفوف «شرق» ب «كورونا»، ووصفت حالتها بالحرجة «علماً أنها تعاني أمراضاً أخرى ولم تكن من الممارسين الصحيين». وأكدت الوزارة استمرار التقصِّي لبيان ما إذا كانت المصابة خالطت حالات إصابة مؤكدة أو مشتبَه فيها سواءً داخل مستشفيات أو في المجتمع. في الوقت نفسه؛ أشار إحصاء أعدَّته «الشرق» إلى تراجُع عدد ضحايا الفيروس في المملكة خلال الأسبوع الفائت مقارنةً بالأسبوع قبل الفائت. وكشف الإحصاء عن تسجيل 4 إصابات و3 وفيات خلال الفترة بين الأحد 7 يونيو ويوم أمس الموافق 13 من الشهر نفسه؛ مقارنةً ب 12 إصابة و5 وفيات خلال الفترة بين الأحد 31 مايو والسبت 6 يونيو. وفي حين سُجِّلَت حالتا تماثل للشفاء فقط خلال الأسبوع قبل الفائت؛ سجَّل الأسبوع الفائت 5 حالات. وللأسبوع الثاني على التوالي؛ استأثرت الهفوف، وفقاً للإحصاء، بأغلب الإصابات والوفيَّات بواقع 3 إصابات وحالتي وفاة. لكن العدد يبدو منخفضاً إذا ما قورن بحصة المدينة نفسها من الإصابات والوفيات خلال الأسبوع قبل الفائت (10 إصابات و4 وفيات). وإجمالاً؛ ارتفع عدد من سُجِّلَت إصابتهم ب «كورونا» في المملكة، منذ صيف عام 2012 وحتى الآن، إلى 1031 شخصاً تعافى منهم 568 شخصاً بنسبة تزيد عن 50%، فيما توفي 453، ولا يزال 10 أشخاص قيد العلاج بينهم شخص معزول منزلياً. في غضون ذلك؛ أبلغت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية أمس عن 12 إصابة جديدة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ما يرفع إجمالي الأشخاص المصابين في هذا البلد إلى 138 شخصاً. وأفصحت «الصحة» الكورية، في بيانٍ لها، عن وفاة إحدى المصابات (67 سنة) ليرتفع عدد المتوفين إلى 14 شخصاً، علماً أن العدوى نُقِلَت إلى المتوفاة من مريض لا يزال على قيد الحياة. ووفقاً للبيان؛ سُجِّلَت كل حالات الوفاة بين مرضى من كبار السن أو مصابين بأمراض خطيرة. ومن بين المصابين الجدد في كوريا؛ سائق سيارة إسعاف تولَّى نقل مريض. ويعد هذا أكبر تفشٍ للفيروس خارج السعودية، ما يثير مخاوف في آسيا من تكرار الذعر الذي وقع خلال عامي 2002 و2003 عندما أودى التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارز» بحياة نحو 800 شخص على مستوى العالم. وينتمي «كورونا»، الذي لم يُكتشَف علاج أو لقاح مضاد له، إلى نفس عائلة الفيروسات التاجية التي تسبِّب «سارز»، لكن الأول أشد فتكاً وإن كان لا ينتشر بسهولة في الوقت الحالي على الأقل. ومصدر انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في كوريا رجل أعمال (68 سنة) زار في شهر مايو الفائت عدة مراكز طبية للعلاج من السعال وارتفاع درجة الحرارة، قبل أن يتم التشخيص الدقيق لإصابته واكتشاف نقله العدوى إلى عدة أشخاص. ومازال الرجل قيد العلاج وسط تأكيدات بزيارته الشرق الأوسط في وقتٍ سابق. بدورها؛ أقرَّت منظمة الصحة العالمية بأن تفشِّي الفيروس في كوريا الجنوبية بات «ضخماً ومعقداً». وفي حين توقَّعت رصد المزيد من الحالات؛ أشارت إلى عدم وجود ما يفيد بانتشار المرض في المجتمع الكوري. وقال المدير العام المساعد للمنظمة، كيجي فوكودا، إنه «لا يوجد ما يشير إلى أن كورونا في كوريا الجنوبية؛ تغيَّر ليصبح أكثر قابلية للانتقال»، مبدياً ارتياحه لتدابير المكافحة التي تتخذها السلطات الكورية. لكنه شدد خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في سيجونغ «جنوب سيئول» على أن «التفشي ضخم ومعقد ويجب توقُّع مزيد من الحالات». ويرأس فوكودا فريقاً من «الصحة العالمية» يجري مراجعة مشتركة مع مسؤولين كوريين لرد فعل سيئول على هذا التفشي. وأغلقت السلطات الكورية مستشفيين على الأقل، ووُضِع نحو 3500 شخص في الحجر الصحي سواءً في المنزل أو في منشأة طبية. وتم توسيع الحجر الصحي ليشمل عزل وإجراء تحاليل لأي شخص ربما يكون قد خالط مريضاً بالفيروس. وكانت «الصحة» الكورية أعلنت عن تسجيل 4 إصابات فقط أمس الأول الجمعة، وهو أقل عدد منذ 11 يوماً ما أثار آمالاً باحتمال أن يكون الأسوأ انتهى. إلا أن الخبراء توقعوا مزيداً من الحالات إلى أن تنتهي فترة حضانة الفيروس لكل من خالط شخصاً مصاباً. ويُعتقَد أن فترة الحضانة تصل إلى أسبوعين.