يقص الأخضر مساء اليوم شريط مباريات مجموعته الآسيوية، في الطريق نحو الدور التالي وفي الطريق أيضاً إلى مونديال روسيا 2018، بعد أن شهد مكان إقامة المباراة جدلاً طويلاً انتهى إلى إقامته في المملكة وفي ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام بدلاً من فلسطين. مباراة الأخضر أمام المنتخب الفلسطيني الذي أظهر عنفواناً في النهائيات الآسيوية التي استضافتها بلاد الكنغر، يكتنفها حالة من القلق تعتري القائمين على المنتخب جراء إرهاصات البداية وهي مسألة طبيعية، فيما يناجينا الواقع عن تفاوت فني ومهاري واحترافي بين المنتخبين. يلعب الأخضر الليلة في نهاية الموسم وبفترة استعدادات قصيرة، ويلعب في ظل مُطالبات مُستمرة بكسر حاجز الإخفاقات المتتالية، ويلعب في ظل إصابات مُتلاحقة لنجومه أدت إلى استبعاد عدد منهم. وعلى الرغم مّما سبق إلا أن أحداً لن يقبل منه غير نقاط ثلاث، تجعله في وضع فني ومعنوي جيد في استهلالية المجموعة، منذ إعلان تشكيلة الأخضر الأسبوع الفائت من قبل الكابتن فيصل البدين، ورحى النقاشات الإعلامية لم يتوقف حول خيارات بعينها على حساب أخرى، وهي نقاشات للعارفين بأسرار الكرة السعودية غير مُستغربة. الكابتن فيصل قدم في ودية الأردن مع الأخضر أداءً مقنعاً، ويبدو أنه ينال درجة رضا مقبولة من المعنيين بالمنتخب السعودي. هذه الثقة التي تبدو على استحياء أحياناً يجب أن تخرج للعلن واقعاً ملموساً، لتمنح الرجل ومساعديه رؤية واضحة عن المستقبل. كيف لمدرب أن يقدم عملاً مُتقناً وهو يصطحب في معيته الخوف من المجهول. جدلية تشكيل الأخضر التي استوقفت عدداً من الإعلامين والمدربين الوطنين توجد في كل بلدان العالم. لقد اختار الكابتن فيصل تشكيلته وهو أبخص بأهدافه من افتتاحية فلسطين، ويجب أن يحترم الجميع وجهة نظره الفنية كمسؤول أول عن المنتخب. المتتبع لجل الأسماء التي يدور حولها الجدل يعرف بأنها أسماء سبق أن انضمت إلى المنتخب في مناسبات سابقة، وأن الكابتن فيصل لديه تقارير فنية عن مستويات هؤلاء اللاعبين في أنديتهم، بالإضافة إلى احتياجات فنية يتطلبها لقاء المنتخب أخيراً مباراة الأخضر في المنطقة الشرقية وفي ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، وهي فرصة جديدة لجماهير المنطقة الشرقية التي أبدت روحاً عالية في دعم الأخضر، وأكدت في غير مناسبة بأنها فأل حسن (كل الأمنيات بفوز أخضر).