يلتقي الأخضر السعودي بالكنغر الاسترالي اليوم، ضمن بارقة الأمل الأخيرة المتاحة على مسرح ملعب ملبورن باستراليا.. لقاء كبير ينتظره الملايين في آسيا واستراليا.. ويبدو أن مهمة السعوديين مع الفريق الاسترالي القوي بدنيا وفنيا لن تكون سهلة على الإطلاق. ورغم التصريحات المتبادلة بين مدربب المنتخبين، إلا أن الاستراليين في واقع الحال لا يعانون ضغوطا نفسية وإعلامية وجماهيرية، كتلك التي يرزح تحتها المنتخب السعودي ومدربه (ريكارد) الذي ظهر منفعلا في الآونة الأخيرة، وقام بطرد الجماهير والإعلاميين من تدريب أول أمس بحجة أن لديه خططا معينة، ربما لا يريد الإفصاح عنها.. وهذا من حقه ولكنه يبدو متوترا بعض الشيء في الآونة الأخيرة. هذا اللقاء سيكون واحدا من اللقاءات المفصلية في مسيرة الفرق الآسيوية نحو نهائي مونديال 2014م في البرازيل.. وهو بطبيعة الحال طريق يؤدي إلى المرحلة الأخيرة من حسم فرق المجموعة الآسيوية المتأهلة. وهناك بعض النقاط الفنية الأساسية التي يمكن أن يلجأ إليها مدرب المنتخب السعودي ريكارد كخيارات تمنحه فرصة التسجيل في مرمى الكنغر ومحاولة الحفاظ على النتيجة وتعزيزها حتى يمكن التأهل للمرحلة الأخيرة في التصفيات الآسيوية. 1-البدء بدفاعات سعودية ثابتة في منتصف ملعب الفريق السعودي وبتشكيلة متجانسة يقودها أسامة هوساوي و كامل الموسى وحسن معاذ وعبد الله الزوري من أفضل المتواجدين حاليا.. رغم عدم بروز أي منهم بشكل واضح. وثبات محوري الفريق أمام هذا الخط وتغطية كافة الثغرات بصورة قطعية لحرمان الفريق الاسترالي من التوغل، أو التصويب على المرمى السعودي وخطف هدف سبق وتعقيد مهمة الفريق السعودي.. خاصة التهديف من خارج المنطقة أو من خلال استغلال الكرات العرضية في ظل فوارق القامة بين الفريقين لمصلحة الاستراليين. 2-على لاعبي خط الظهر السعودي أن يتنبهوا تماما للكرات البينية، أو التمريرات العرضية، و أن يلعبوا بمبدأ السلامة أولا.. وبالتالي تطهير منطقة العمليات أمام المرمى السعودي أولا بأول.. وجعلها منطقة محظورة على لاعبي الهجوم الاسترالية.. وكذلك على لعب الكرات العرضية، فيما بينهم والاقتناع بجدية عدم الوقوف على خط واحد. 3- استخدام أسلوب الضغط الشامل والمستمر على لاعبي وسط استراليا، وعدم منحهم فرصا لصناعة اللعب خاصة الكرات العرضية والبينيات.. وعزل عناصر هذا الخط الاسترالي عن بعضها البعض، ومنعها من إمداد خط المقدمة بالكرات الجاهزة للتهديف. 4-أهمية قيام الفريق السعودي بالاحتفاظ بالكرة والسيطرة عليها لأكبر مدة ممكنة وذلك من خلال التمريرات السريعة والجانبية والأمامية خاصة في ظل توافق وانسجام وحيوية خط الوسط السعودي من حيث المهارة والسرعة والانسجام. 5- ضرورة أن يتحلى الفريق السعودي بالثقة بالنفس وبالمدرب وخططه .. وعدم الانغماس في أجواء المباراة بثقة مفرطة، أو التهاون في أي كرة أو لقطة أو لحظة من لحظات المباراة.. واللعب ككتلة واحدة متماسكة تتكون من عدة خطوط ومجموعة عناصر لها هدف واضح ومحدد في أهمية وضرورة التأهل والفوز باستخدام الأدوات والأساليب والمناورات الفنية الملائمة التي حددها المدرب. والتيقظ إلى كون أن الفريق الاسترالي قد ضمن التأهل للمرحلة التالية وأن المباراة لا تهمه كثيرا.. فالمباراة تمثل بالنسبة للأستراليين أهمية وطنية ومعنوية وفنية كبيرة أمام الأخضر العريق، واللعب بندية وعنفوان وثقة بالنفس والزملاء. 6- اللعب كثيرا على الأطراف، نظرا لبطء ظهيري أستراليا وعدم قدرتهما على المناورة ومحدودية مهارتهما أمام لاعبي الجنب السعودية القادمين من الأطراف، أو الوسط كمعاذ والشلهوب والجاسم والفريدي. 7- لا شك أن عاملي الأرض والجمهور سيكونان من أسلحة الفريق الأسترالي.. ولا ريب أن اللاعبين السعوديين يعون أهمية هذه العناصر.. ولكن صفحات الأخضر في تاريخ التصفيات الآسيوية تشير بوضوح إلى أن الأخضر السعودي تمكن من تحييد هذين العنصرين في كثير من اللقاءات التاريخية المفصلية ضمن «قصة» الصعود الآسيوي السعودي إلى كأس العالم عبر أشد وأعقد السبل. 8- استغلال عاملي المهارات والقدرات الإبداعية لدى معظم أفراد المنتخب السعودي وتطويعها بشكل يسمح للأخضر بالتغلب على الأمكانات الجسمانية القوية للفريق الأسترالي .. واستنهاض العزائم والرغبة الشديدة في التأهل للمحفل الدولي الكروي الأهم في البرازيل. 9- قدرة قلبي دفاع المنتخب السعودي ومحوريه على عزل مهاجمي استراليا.. ومنعهم من التوغل في المناطق الخالية السعودية أو تلقي تمريرات مريحة وجيدة في العمق ومنعهم كذلك من استثمار العرضيات الأسترالية التي يسعى إليها الفريق الأسترالي ويجيدها. 10-استغلال تطور مستويات لاعبي خط الوسط السعودي وعودة ياسر القحطاني إلى مستواه مع فريقه في الإمارات وجاهزية نايف هزازي وناصر الشمراني. 11-ضرورة أن يبدأ الفريق السعودي المباراة بتشكل 4-5-1 بالاعتماد على تقدم ظهيري الجنب بالتناوب وتقدم طرفي الوسط لدعم وإمداد لاعب المقدمة وعدم تركه وحيدا معزولا. 12- ينبغي على الفريق السعودي تفعيل استغلال أمثل للركنيات والضربات الثابتة فقد تحسم إحداها المباراة لصالح اللاعبين السعوديين المهرة في التصويب المباشر. 13- على مدرب الأخضر ركارد أن يتنبه إلى أهمية عدم لعب مباراة مفتوحة من البداية.. وعليه أن يصعد هجماته بصورة تدريجية، وألا يندفع إلى الأمام كثيرا بدون تأمين مناطقه الخلفية تحسبا لأي هجمات مرتدة أسترالية. 14-وأخيرا فإن على اللاعبين السعودين أن يتعاملوا مع الحكام بروح رياضية عالية وأن يتجنبوا أي استفزازت من أي نمط كانت. مباراة الغد هي من العيار الثقيل تحمل عبق التاريخ وطعم الثأر وتفاصيل صغيرة لا تخطر على بال؛ قادرة على تغيير مجرياتها وهو الأمر الذي يجعلها وجبة دسمة لجميع عشاق الكرة المستديرة.